تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس اللجنة العليا لمناسبة "المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013" , افتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة اليوم أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام ",بمشاركة حشد من وزراء الثقافة ورؤساء الوفود والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الثقافي. وألقى وزير الثقافة والإعلام كلمة رحب في مستهلها بالوزراء في رحاب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم التي شع منها نور الإسلام الخالد ليعم بسماحته أنحاء المعمورة كافة وينشر السلام والمحبة بين بني البشر جميعا بمختلف أعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم . ونقل لهم تحيات وترحيب راعي هذا المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز (ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع) وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزبز (النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين) حفظهم الله , وتمنياتهم للمشاركين بالتوفيق والسداد. وشكر خوجة كذلك وزيرة الثقافة الجزائري خليدة التومي (رئيس الدورة السابعة للمؤتمر) ونائب رئيس الدورة وزير الثقافة والسياحة في أذربيجان أبو الفاس قاراييف على جهودهما الحثيثة طوال العامين الماضيين في متابعة أعمال المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة الذي عقد في مدينة الجزائر بالجمهورية الجزائرية عام 1433ه, سائلا الله تعالى التوفيق في الوصول إلى الأهداف المرجوة في الدورة الحالية. وقال خوجة : إنها مناسبة مباركة ونحن نحتفل هذا اليوم بافتتاح المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة , ويزيد هذه المناسبة شرفاً أننا في رحاب المدينةالمنورة , في هذا المكان الذي يعيد إلى أنفسنا الطمأنينة , ونحن نستعيد الذكرى العطرة لنبينا وحبيبنا سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأرض الطيبة . وها نحن اليوم نجتمع في هذا الجوار الكريم لنسطر من تاريخ المدينةالمنورة بابا في التعاون والتكاتف والإخاء وإرساء دعائم المودة والسلام بين شعوبنا الإسلامية . وأضاف: إننا نجتمع لعقد جلسات مؤتمرنا الإسلامي لوزراء الثقافة في الدورة الثامنة ونحن نرى أمتنا الإسلامية تتقاذفها الأمواج والصراعات من كل حدب وصوب, ويواجه الضعفاء من شعوب العالم الإسلامي - من شيوخ ونساء وأطفال - أقسى ظروف الحياة, فهناك قتل وتشريد واضطهاد دون ذنب اقترفوه وأمام هذا الوضع المأساوي وهذه الظروف الحالكة علينا بوصفنا وزراء للثقافة في العالم الإسلامي أن نقف متوكلين على الله سبحانه أولاً ومتسلحين بكل ما تحمله الثقافة من مفردات ومضامين لإشاعة مبادئ الدين الإسلامي القويم في المحبة وتعميق أواصر الأخوة والوفاق والتفاهم , وأن ندعو مؤسساتنا الثقافية الرسمية وغير الرسمية للقيام بواجبها والعمل على الاستعانة بكل الوسائل التي تعبر عن رقينا الثقافي والإسلامي لرفع الظلم عن الشعوب الإسلامية وإعطاء صورة نقية لما تحمله رسالة الإسلام العظمى . وثمن وزير الثقافة الجهود التي تقوم بها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في هذا الإطار, مشيرا إلى الوثائق التي تطرحها الأيسيسكو في المؤتمر متضمنة رصداً لجهود المنظمة خلال العامين الماضيين وتصوراً استشرافياً للجهود المرجوة للعامين القادمين. وتابع: وفي هذه المناسبة فإنه وفقا لما طرحته المنظمة وكما طلبتم منها في مؤتمركم السابع الذي عقد في الجزائر لإعداد وثيقة تحت عنوان ( مشروع خطة العمل لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ) هذه الوثيقة التي تأتي مكملة لجهود القائمين على هذه المبادرة الكريمة والتي تبعها عدة مشاريع أخذت مكانها على أرض الواقع , فإنني من هذا المنبر أدعو إخواني الوزراء إلى تبني قرار يصدر عن مؤتمرنا هذا يعكس تفاعلنا مع المعاني النبيلة لهذه المبادرة الكريمة وبحث أوجه التعاون لتفعيل المبادرة والخروج بصيغة لما يمكن للدول الأعضاء في منظمة الإيسيسكو المشاركة به في هذا المجال مستقبلاً. وأردف أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي ضمن برامج احتفالية المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية وبذلت خلال العام جهود موفقة وأنشطة عديدة وبرامج كثيرة تنطلق في مجملها من ثقافة هذه البلدة المباركة ( المدينةالمنورة ) ,منوها بما حظيت به المناسبة من دعم وتوجيهٍ من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز (أمير منطقة المدينةالمنورة) , وبالتالي جاءت الفاعليات متنوعة ومكثفة لتكشف عن التاريخ المضيء وعن العلم الوفير وعن كوكبةٍ العلماء والأدباء والفقهاء والمؤرخين الذين أسسوا النواة الأولى للعلوم الإسلامية على اختلاف ضروبها . وأبان وزير الثقافة والإعلام أن " المدينةالمنورة حفلت طوال العام بنشاطات وحركةٍ ثقافيةٍ دؤوبةٍ قام على تنفيذها عدد كبير من الوزارات والجامعات والإدارات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وشملت ألوانا عديدةً من الفنون والعلوم والآداب لتعبر عن روح هذه المدينة العظيمة وتلمح إلى ما أسدته إلى العلوم الإسلامية منذ شرفها الله بهجرة نبيه الحبيب سيدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - إليها وإلى يومنا هذا . كما ألقى مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري كلمة عبر فيها عن اعتزاز المنظمة البالغ برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمؤتمر الذي يعقد في مدينة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام مأرز الأيمان ومنزل القرآن ومنارة الهدى والعرفان , وذلك بالتزامن مع مناسبة الاحتفاء بالمدينةالمنورة عاصمة للثقافة الأسلامية لعام 2013م. وأوضح أن المؤتمر ينعقد تحت شعار ( من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الاسلامي لخدمة الحوار والسلام ) الذي يعبر بدقة عن اهتمامات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة باعتبارها الضمير الثقافي للعالم الاسلامي, مبينا أن اختيار شعار المؤتمر جاء منسجما ومتوافقا مع القرارات والتوصيات التي صدرت عن الدورة السابعة للمؤتمر المنعقدة في العاصمة الجزائرية في سنة 2011 , والتي أعتمدت فيها وثيقة ( الأدوار الثقافية للمجتمع المدني من أجل تعزيز الحوار والسلم ) التي تعد في واقع الأمر إحدى الوثائق التي تتخذ من ( الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي ) مرجعا رئيسا لها . وبين أن هذا المؤتمر يتضمن في جدول أعماله مناقشة مشروع الخطة التنفيذية ل ( مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات : المنجزات ولآفاق المستقبلية ) التي أشاد بها المؤتمر العام الحادي عشر للمنظمة المنعقد في الرياض خلال شهر ديسمبر من سنة 2011 , فضلا عن اعتماد الخطة التنفيذية لهذه المبادرة في الاجتماع التنسيقي لرؤساء وفود الدول الأعضاء في الأيسيسكو المشاركة في المؤتمر العام لليونسكو المنعقد في شهر أكتوبر الماضي في باريس . وأكد الدكتور التويجري أن العالم اليوم هو أحوج ما يكون إلى التمكين لثقافة الحوار والتفاهم للوقوف في وجه موجات الكراهية والعنصرية والتطرف والإرهاب وصولا إلى السلام العالمي الذي هو علم الإنسانية الجميل. وقال نحن حريصون في هذا المؤتمر على بلورة مفهوم إسلامي مستنير بالحقوق الثقافية وعلى عقد العزم للعمل من خلال المبادرات العملية لتعزيزها والتمكين لها في العالم الإسلامي والخروج من هذا المؤتمر بقرارات مناسبة تخدم الهدف الرئيس الذي نسعى جميعا إلى بلوغه وهو تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي حتى تكون داعمة للحوار وبانية للسلام .