الدولة رعاها الله تصرف الملايين.. ومع ذلك نشاهد بطالة وترهلا في المشاريع وضعفا في الخدمات... ويمكن أن نشبه ماتقوم به الدولة من صرف ميزانيات ضخمة تعلن في بداية كل عام.. بما تضخه وزارة المياه من مياه من خزاناتها الرئيسة إلى خزانات المواطنين فالكمية الواصلة أقل بكثير وربما ملوثة بسبب خطوط التغذية والوصلات التي تهرب المياه وتسمح بدخول المياه الآسنه... وهذا مايحدث في وزارات الدولة من فساد إداري متجذر يصعب القضاء عليه مهما حاولت الدولة حفظها الله من الحد منه عن طريق هيئة مكافحة الفساد وهيئات المراقبة والتحقيق.... ونحن دولة إسلامية يحثنا ديننا على الإصلاح والنزاهة...... والإيمان لايكتمل إلا إذا أحببنا للآخرين مانحب لأنفسنا. فالفساد الإداري أدى إلى الفساد المالي ..والمال كما هو معروف هو عصب البناء والتنمية والإنجاز.... ونلاحظ أن أي (إصلاح) يتم التصدى له من المناصب العليا في الوزارات وأعتقد أن سبب ذلك يعود إلا أن القيادات في فروع وإدارات الوزارات لا تتغير حتى لو جاء وزير جديد.. وبالتالي يستمر الوضع على ماهو عليه من الفساد.. وإلا من المفروض أن يتم تدوير المناصب بين الموظفين ومحاسبة القصور في أي إدارة.. وبذلك يشعر المسؤول بعظم المسؤولية وأن الكرسي لن يدوم له وبالتالي يحسن العمل والقيام بكل أمانه وصدق بما أؤتمن عليه.. ويعلم من هو دونه أن رئيسه غدا ليس رئيسه اليوم... وربما يكون رجلا ٱخر لن يسمح له بالأخطاء و الإضرار بمصالح العمل.. ومن خلال تجربتي في إدارة جمعية تعاونية زراعية استطعت بحمد الله نقلها من خسارة مائتين الف ريال عام 1427 ه إلى ربح ثلاثة ملايين ريال عام1430 ه ..وبناء مشاريع إنتاجية بدخل مليون ريال وتسديد أكثر من سبعة ملايين من ديونها... كل ذلك لم يعجب مجلس الإدارة الجاثم عليها منذ ربع قرن. والغريب في الأمر أن وزارة الشؤون الإجتماعية المسؤولة عن مراقبة الجمعيات..... تغاضت عن طلبات الإصلاح ولم تحقق بكل جدية عن هذا الفساد ..وإنما إعتبرت من ينادي بالإصلاح شخص غير مرغوب فيه..وطالبت بإبعاده عن أي جمعية أخرى...بأمر من وزيرها... وشوهت سمعته لأنه ينادي بشيء لم يألفوه ولايريدونه... وهو مكافحة الفساد ..ولم تكلف نفسها وتجتمع به وتناقشه.. وهكذا دواليك كيف يتم الإصلاح إذا تحول القاضي إلى خصم والضحية الى فاسد, وإلا لماذا هذه الميزانيات الضخمة وهذا الضعف في التنمية... أليس بسبب الفساد المتجذر في وزاراتنا ؟؟ بقلم المواطن.. عبدالله بن محمد البصير