نعم أخي المواطن تعلم ثقافة الادخار لتتملك منزلاً ،هذه نصيحة من مسئول ظننت أنها لأول وهلة حُلُمٌ من الشيطان فهممت أن أعاتب من رأى هذا الحلم بسبب كونه لم يتفل عن يساره ثلاثاً ويستعذ بالله من الشيطان حتى تأكدت من صحة الخبر ورأيت الهاشتاق المتعلق بها . أتساءل وحُق لكل مواطن مثلي أن يتساءل عن أي كوكب يسكنه هذا المسئول، وأي مجلس يجلسه، وأي صحب يسمُر معهم ؟! لا أعتقد أن مسئولاً يجاور عموم الناس ويجالسهم- ومنهم أقاربه - ،ويشهد معهم الجمعة والجماعات، وييبع ويشتري، ويقرأ الصحف،ويتابع مختلف وسائل الإعلام يمكنه أن يسدي مثل هذه النصيحة العجيبة إلا إن كان مصاباً وبشدة بمرض الزهايمر الذي يجعله وبسرعة شديدة ينسى جميع مامرّ به من أحوال وأقوال . صدمتنا الشديدة ليست بهذه النصيحة التي لسنا مجبرين على سماعها فضلاً عن التجاوب معها بل بهذا المسئول الذي يتبوأ منصباً مهماً وربما كان عضواً ضمن لجنة من اللجان المشكلة لحل أزمة السكن فما عساه أن يقول ويفعل وماهي التوصيات التي ستخرج من لجنة هو أحد أعضائها ؟! لاشك أن مثل هذه النصيحة قد سببت إحباطاً لدى الكثير ممن ينتظر من بعض المسئولين الكثير من القرارات الإيجابية فيما يتعلق بالسكن وربما حوّلت أحلامهم سراباً بقيعة ظل يحسبه المواطن "الطفران" حقيقة فلما جاءت مثل هذه النصيحة لم يجده شيئاً . لا أدري لمَ يكلف بعض المسئولين نفسه التذكير بمثل هذه النصائح؟!، فالمواطن يعرفها بالفطرة ؛حيث إن حاجته فتّقت لديه الحِيل، ولديه الكثير من النصائح التي ربما تبرع بها لمثل هذا المسئول وأمثاله . أتساءل ويتساءل كل مواطن لمَ يختزل بعض المسئولين حلولاً كثيرة لبعض المشاكل في حلٍ واحدٍ لايسمن ولايغني من جوع؟!،ولمصلحة مَن هذا الاختزال؟!،ولمَ التهرب من طرح الحلول المؤكدة المعالِجة لكثير من المشكلات ؟! من الأمانة والنصيحة أن يجتهد المسئول وبكل تجرد في إيجاد الحلول الكثيرة لكل مشكلة تقع تحت اختصاصه ،ثم يبدأ بتنفيذ أقربها للصواب حسب الإمكان وليس من المعقول والمنطقي أن يستجمع هذا المسئول قواه العقلية ثم يخرج بحل واحد يجزم هو نفسه بعدم قبوله من غيره قبل أن ينطق به . قد تحتاج بعض الحلول شجاعة – نادرة - من المسئول ليصرّح بها وينفذها ولاشك أن لها تبعات كثيرة ربما تقازم بسببها وأمثالها كثير من المسئولين فلا أقل من السكوت إن لم قادراً على المواجهة بشأنها . الكثير من المواطنين كالمرضى فيما يتعلق بمشكلة السكن-خصوصاً- وهم بحاجة ماسة لمن ينفّس عنهم ولو بالكلمة الطيبة وهي التي دأبوا على سماع أمثالها من ولي أمرهم فلم يغفل عنها من تحته ممن كلفهم مسئولية خدمة المواطنين والنظر في مصالحهم ؟! .........وإلى اللقاء على أحسن حال . وكتبه : خالد بن ناصر العلي محافظة الغاط [email protected] التويتر: KhaledAlAli7