التدين قيمة عليا وراقية على مر الزمن والتاريخ في كل الأديان، وعندما ختم الله هذا الدين برسوله صلى الله عليه وسلم مدح الله ورسوله المتقين الذين يعملون الصالحات بأنواعها القلبية والقولية والفعلية وأصبح مدار التدين على معنى عظيم وهو (التقوى) في الدين الإسلامي وعلى (المحبة) في الدين المسيحي ، وما يهمنا هنا هو تناول المسمى الشعبي (المطاوعة) والذي ظل مصطلحآ مكثفآ له دلالته ، والتي تنحصر بالتدين والخلق الراقي، وكلنا يتمنى هذا الوصف ويرجوه ويدعوبه لإولاده في سجوده وإبتهاله وهذا دليل على أن المتدين لازال محط النظر والإحترام مهما شوهت صورته أو دخل في هذا المصطلح كل دعي ولص وكذاب وإرهابي فسرعان (مايطيح الملزق) ويسقط فمن هو المتدين أو (المطوع) الذي أحبه وتحبونه؟!! أولآ هو ذلك الرجل الذي لم يدنس بالحزبية والتنظيم الحركي الذي يعتبر فيه توجيهات قواده ومرؤسيه أعلى من حق الله وحق النصيحة قبل كل شئ ،ولاتدخل الحزبية في شئ الإ أفسدته فهي تقضي على لمحات وروحانية التدين الطاهر النظيف من كل هوى ومصلحة وزيف نفسي.. ثانيآ (المطوع) هو ذلك الرجل الذي عف لسانه ومنطقه عن الخوض في أعراض الناس ونزه لسانه عن سبهم وتصنيفهم وحفظ لسانه عن رميهم بالكفر أو البدعة أو الفسوق وعالج ذلك بالدعاء لهم بالهداية والستر ونقاشهم بعلم ورحمة وأدب ورحمة فالدين دين الرحمة والخلق والستر فالمتدين الراقي هو من يستر عيوب المذنبين ويحمدلله على المعافاة ويحاول إصلاح مافسد من خلق الناس وأعمالهم.. ثالثآ هو ذلك المتفقه بدينه تفقه عمل، لاتفقه مصلحة أو هوى وهو مع ذلك يعرف مشارب الناس وتوجهاتهم فهو يفرق بين المجتهد والمقلد وتعدد الأراء في المسائل المختلف فيها والتي لايثرب على صاحبها إذا هو رأى رأيآ آخر في مسألة من المسائل مثل مسألة الأخذ من اللحية وحلقها ومسألة الغناء وطول الثوب لغير خيلاء وغيرها من المسائل العلمية.. رابعآ هو الذي يعلم يقينآ أهمية المعاملة والخلق فالرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن فما نراه في مواقع التواصل الإجتماعي من الشتم والتشفي والكذب والتقول على الناس دون تثبت وإطلاق الاحكام جزافآ فهو أشبه مايكون بسوء الأدب الذي يجب أن يكون (المطوع) أبعد مايكون عنه خامسآ هو من يرى أن العبادة كلما أصبحت متعدية بالنفع للناس زاده ذلك حرصآ عليها فهو مشارك فيها ومستبسل الإرادة للخير والبذل والعطاء فنفع الناس المتعدي ثوابه يفوق النفع الخاص بالإجماع وهي حقيقة أدركها ووعاها سادسآ هو ذلك الرجل المترفع والمتنزه عن إستغلال حب الناس له وثقتهم به الخوض في أموالهم بغير حق كما حصل قبل فترة حيث أن قلة ممن عليهم مسوح الصلاح تورطوا وتهوكوا بجمع أموال الناس واللعب بها والعبث ومارسوا الكذب والتضليل وأكل أموال الناس بالباطل بإسم الدين.. سابعآ هو من يعتني بقلبه وعبادته القلبية والمخفية أكثر من الظاهرة فهو خاشع ومؤمن ومتوكل على الله يعلم يقينآ أن النفع والضر بيد لله وحده لا بيد أي سلطة أيآ كانت .. ثامنآ هو من يعرف أولويات الشرع وترتيبها وأهميتها عبر طلب العلم الشرعي والتفقه في الدين الذي يحصل به على الخيرية الواردة في الحديث الشريف.. تقبل الله طاعتكم وأعمالكم صالح الدبيبي .. [email protected] تويتر https://twitter.com/dababi1