انطلاقا من حرص الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم على تطبيق مشروع الملك عبدالله لتطويرالتعليم في مدارسها ؛ فقد حرصت إدارة ثانوية الشيخ عبدالله بن حميد على كل ما فيه رفعة وتحسين لطلابها ... ولاسيما فيما يتعلق بجانب التطوير .. ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة فهو المطور الأول والقائد الفذ ، إذ نقل الإنسان من حالته البائسة السائرة إلى غير هدف ...حولها إلى حال أخرى ذات هدف تحمل معاني سامية . ومما سبق يتبين لنا جليا معنى التطوير فقد جاء في المعجم : طور تطويرا وطور الشيء : نقله من طور إلى طور أي من حال إلى حال . وكلمة التطور تعني : التغير التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع أو العلاقات أو النظم أو القيم السائدة فيه . إذن هو : التحسين وصولا إلى الأهداف المرجوة بصورة أكثر كفاءة . ولعلي أركز حديثي هنا على جانب هام جدا من أنواع التطوير ألا وهو : التطوير الذاتي فمنه ينطلق كل تطوير ... فتطوير المؤسسات إنما هو نابع من التطوير الذاتي وله مدلولات كثيرة فتربية النفس هو تطوير لها ، ويمكن القول بأن إدارة الإنسان لذاته إدارة إيجابية هو تطوير وارتقاء له.... ومن الواقع أن يُطور الإنسان تلقائيا منذ ولادته فتقوم الأسرة والمدرسة والمجتمع بتطويره وتربيته وتنشئته على الأخلاقيات وتعويده لأن يطور ذاته ..على أن تدخل الإنسان في تطوير ذاته بنفسه هو من أهم وأجل الأعمال التي يقوم بها المرء .... والناس يتدرجون في تطوير ذاتهم فكلما حرص الإنسان على تطوير ذاته أصبح له شأن كبير في المجتمع ، وكلما ضعف قل شأنه في المجتمع.. من هذا المنطلق يتضح لنا أهمية تطوير الذات .....وقد تسابق علماء الإدارة وعلماء الأخلاق وعلماء النفس والاجتماع في تأليف الكتب وإعداد المحاضرات في أهمية تطوير الذات سواء على مستوى الفرد أو المجتمع .. ولا يمكن -في نظري - أن يستقيم وضع الأسر والمجتمعات والمؤسسات ما لم يكن تطوير الإنسان لذاته فعالا مستمرا.. وقد أودع الله -جل وعلا - في ذات الإنسان مهارات وقدرات وجعلها تساهم في تطوير ذاته .. فعلا المدرسة نواة التغيير ... من هذا المنطلق بدأت فكرة تطوير المدارس لكون كل مدرسة أدرى ببيئتها ... وقد جاء في ميثاق التطوير... " تمثل المدرسة حجر الأساس في النظام التعليمي لدورها الرئيس في تربية الطلاب ، وتوفير فرص التعلم لهم ، وهو ما يجعل استقرارها والتطور المستمر لعملياتها ذا أهمية بالغة . ولهذا اعتمدت عمليات تطوير التعليم حول العالم على التركيز على المدرسة كنواة للتطوير لتوفير البيئة الآمنة والمحفزة لتحسين تعلم الطلاب .. وقد تم التوجه نحو المدرسة بحيث تتجه جميع الفعاليات من وإلى المدرسة في سياق منظم ومحفز، مع العمل على دعم المدرسة من خلال : أولا : توسيع صلاحيات مديري المدارس ثانيا : اعتماد ميزانية تشغيلية داعمة لجميع الفعاليات الهامة ثالثا : تكثيف برامج التدريب رابعا : نشر ثقافة المدرسة المتعلمة كمجتمع يتعلم فيه الطلاب معا باستمرار . نحن فعلا بحاجة ماسة إلى تطوير المجتمعات والمؤسسات ؛ لنصل إلى رفع وتحسين العملية التربوية أو النظام ككل لتحقيق الأهداف المرجوة .... هذا هو باختصار : طموحنا .... أحمد الشبرمي