أكد مساعد المدير العام للبرامج والشؤون الإدارية في وزارة التربية والتعليم سالم الغامدي أن برنامج المدارس الرائدة يعد نموذجا مضيئا من خلال العمل الذي حققه منذ انطلاقته، مشيرا إلى أن إبقاء الوزارة للبرنامج واستمراره في عدد من المناطق أمر يدعو للتفاؤل كثيرا حيال تطويره وجعله أنموذجا يتم تعميمه على بقية المناطق مستقبلا. وأوضح الغامدي أن الملتقى الثاني لبرنامج المدارس الرائدة المنعقد في جدة حاليا، يعول عليه الكثير بما يحقق الأهداف المرجوة، وبالأخص أن الملتقى الأول للمدارس الرائدة الذي عقد في الرياض العام الماضي تمخض عن بعض التوصيات الداعية إلى تشكيل فرق إشرافية في المناطق التعليمية المطبقة للبرنامج. من جهته، أوضح المشرف العام للإدارة التربوية في وزارة التربية والتعليم الدكتور خالد الداوود في ورقة عمل بعنوان «منطلقات المدارس الرائدة وأدوارها الرئيسية» أمس، أن مفهوم المدرسة الرائدة يتمثل في تأسيس مؤسسة تربوية يقودها فريق تربوي مؤهل يمارس دورا تخطيطيا وإدارة بمستوى من الاستقلالية تعرف بمسمى «القيادة الذاتية للمدرسة». وبين الداوود أن القيادة الذاتية تمارس ضمن أطر من المسؤوليات تستند على منهج مرن متكامل، وتمارس المدرسة الرائدة وظيفتها لتحقيق هدف استراتيجي يتمثل في بناء المعلم النشط في قيمه ومعارفه ومهاراته، في بيئة تربوية وإدارية مطورة تركز على التقنية الاتصالية وعلى الدور المحوري لهذا التعلم. وتطرق الداوود إلى أهمية المدارس الرائدة في التحول نحو مجتمع المعرفة الذي يسعى لإنتاج المعرفة وابتكارها وتوظيفها بهدف تحسين نوعية الحياة ورفع مسيرة الوطن التنموية، ويسعى لإيجاد مصدر دخل جيد يتمثل في المعرفة المبتكرة من العقل البشري الذي يعتبر هو أساس المال الحقيقي. وأكد الداوود أن دور المدرسة الرائدة هو التركيز على بيئات التعلم وإيجاد المتعلم النشط المفكر المبدع في ضوء النظرية البنائية التي تختلف عن النظرية التقليدية من خلال مكونات عملية التعليم والتعلم، مبينا أن النظرية البنائية هي من أهم منطلقات المدارس الرائدة. فيما رأى المدير العام للتربية والتعليم للبنين في جدة عبد الله الثقفي أن المدارس الرائدة شكلت المحضن الحقيقي لانطلاقة مشروع التطوير، موضحا أن التربويين يتطلعون إلى أن تكون جميع المدارس في المملكة رائدة. وتمنى الثقفي أن تفعل التوصيات على أرض الواقع وأن يكثف الدعم بكافة أشكاله لبرنامج المدارس الذي وصفه ب «النوعي». وقال رئيس فريق المدرسة الرائدة في عنيزة الدكتور خالد الشايقي إن تفعيل استراتيجيات التدريس الحديثة داخل المدارس الرائدة ساهم في إثراء العملية التربوية والتعليمية ورفع معدل التحصيل لدى الطلاب. وبين الشايقي أن من الاستراتيجيات التي تنفذ في المدارس الرائدة التعلم الذاتي والتعليم باللعب وخرائط المفاهيم ودمج التقنية بالتعليم ولعب الأدوار، إضافة إلى التعلم التعاوني ودمج مهارات التفكير والتقويم البنائي والاستقصاء والتواصل اللغوي.