الحوار يعرف بأنه نشاط عقلي ولفظي يقدم المتحاورون الأدلة والحجج والبراهين التي تبرر وجهات نظرهم بحرية تامة من أجل الوصول إلى حل لمشكلة أو توضيح لقضية ما ولهذا لا بد للمتحاورين أن يلتزموا بآداب الحوار ومن أهمها الإنصات للأخريين عند حديثهم وفهم وجهة نظرهم وفكرتهم وإعطائهم كل الحق في الوقت الكافي لأضاح رأيهم من غير تعدي على الآخرين والتجريح بهم أو بمعتقداتهم وأفكارهم ..ودائم لا بد من الابتعاد عن التشنج والغضب الغير مبرر فالهدف من الحوار هو الوصول إلى الحقيقة الكاملة والفكرة الصائبة.من غير تحيز أو تعصب لفكرة معينه... ويجب أن يكون هدف ومطلب جميع المتحاورين هو الوصول للحقيقة..وليس إقناع الأخر برأي معين أو فكره معينه..فعندما نحاور شخص يجب أن لا نقلل من شانه أو من أفكاره وأرائه لنصل إلى نص الحوار بدل أن يتحول الحوار في لحظه إلى خوار والمعروف أن الخوار ينسب إلى الصياح كم انه يطلق على بعض أصوات الحيوانات وخاصة البقر حيث أنهم لا يعرفون لغة الحوار لذي هم دائما في خوار. ولو نظرنا إلى تعريف المصطلحين واقصد هنا الحوار والخوار نجد أنهم متضادين فَإِنْ كُنَّا عند الحوار نستخدم عقولنا ونهذب ألفاظنا والإنصات هي السمة الغالبة علينا وأيضا نملك الحجج والبراهين وهدفنا هو الوصول إلى الحقيقة فانه عند الخوار لا تستخدم العقول وتستبدل بالألسن والأيدي وربما الأرجل وفي كثير من الأحيان ما خف حمله وألم ضربه وكذلك لا تهذب اللافظ فيطلق العنان للسان فيصبح مثل السوط يتجه تارة إلى اليمين وتارة إلى اليسار غير مبال محدث الضرر بالأنفس والقلوب وليس هناك أية حجج أو براهين فرأيي هو الصواب وما خالفه خالف الصواب والهدف هنا أن انتصر لرأيي بأي ثمن وبأية طريقه لذا فكل شيء مباح استخدامه ابتداء بطول اللسان وانتهاء بقوة الأبدان والنتيجة هي صراع الثيران . ومن هذا المنطلق نجد أن ديننا الإسلامي حثنا على الحوار والالتزام بآدابه وذلك في قول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) وأيضا ذم أضداد الحوار وما ينتج عنه في مواقف كثيرة حيث أثنى ربنا على عباده المؤمنين بقوله تعالى { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } فهنيئاً لنا في مجتمعاتنا الإسلامية بحوار لا يشوبه أي خوار. د.هاني حمد النجم