قرأت في احدى الصحف الالكترونية مقال رائع ل مرفت عبدالجبار تتحدث فيه عن العجز الواضح في حل مشاكل البطالة النسائية مما اتاح ذلك الفرصة لدى التغريبيين والمندسين الى استغلال حاجات النساء السعوديات في خلق وظائف غير مناسبة لها من وجة نظري , لا من الناحية الدينية كأساس كل شي ولا من الناحية المادية كحاجة ضرورية للانسان , فالشكر للكاتبة على المقال الرائع . واذا اردنا التطرق حول هذا الموضوع لابد من توفر عدة أمور هامة منها : الارادة , وماهية اهداف هذه الارادة !! بمعنى انه قد توجد لدى المسئولين ارادة حقيقية لتوظيف النساء ولكن بأهداف لا تخدم مصلحة هذه الشريحة المهمة . كلنا قرأنا وسمعنا عن تصريحات لمسئولين في الشورى على خلفية أزمة استقدام وتوفر الخادمات المنزلية قائلاً ( ليس من السهل الاستغناء عنها لكن البديل يمكن أن يكون في طرق أبواب دول أخرى أو توطين هذه الوظائف فهناك أسر لا تأنف من العمل في مثل هذه الوظائف متى كانت هناك قوانين عمل واضحة ( وهذا التصريح نشر في صحيفة عاجل الالكترونية في 25/4/1432ه . ومن جانب أخر لدي تساؤل مهم : من سمح بتسفير عدد 30 خادمة سعودية "حسب مصطلحهم" الى قطر للعمل كخادمات كما صرح بذلك وسائل اعلام قطرية في حينه على خلفية تقارير اعلامية رصدت ردود افعال غاضبة للمرأة القطرية على القرار أواخر عام 2010م . الامر الاخر المحزن حقاً هي القرارات الاخيرة التي صدرت من الجهات المنظمة لعمل المرأة في القطاع الخاص من تأنيث محلات التجزئة وغيرة , هذا الامر فيه الايجاب والسلب , اما الايجاب حينما تعمل المرأة في المحلات المتخصصة ببيع المستلزمات النسائية فقط فنوعاً ما اصبحت مطمئن على عائلتي حينما تذهب الى السوق قاصدة هذه الاشياء , بعيداً عن ابتزاز واستغلال بعض العمال عديمين الذمة والضمير , اما الامر السلبي حينما اجد أمرأة في ريعان شبابها تعمل في كاشير لأحد الاسواق المركزية المتخصصة في بيع المواد الغذائية , فهي تبيع للرجال والنساء , الشباب والمراهقين , السعوديين وغير السعوديين , ولكم ان تتخيلوا حجم المضايقات اليومية لهن !! الامر الان لا يستدعي ذكر كل مواقف المسئولين في توظيف النساء ولكن أردت أن أبين لكم ما هو التوجة الجديد المخطط له . المرأة الان في بلدنا بدأت تشعر بعبئ ثقيل على مجتمعها , والمسئولين يمثلون دور المتورطين بهذه الفئة التي احتاروا كيف يوظفونها , ليس المهم ان نشغلهم بأي شيء , وليس المهم ان تشتغل , المهم ان يكون شغلها كريماً محتشماً بعيداً عن الاختلاط الذي والله لن ينتج منه غير المصائب , فلا نحاول ان نحل مشكلة على حساب اخرى قد تكون أعظم وأدهى . قبل أن نفكر في توظيفهم لا بد من عمل دراسة أو بحث يبين الطرق السليمة دينياً ومادياً وجغرافياً لتوظيفهم , مرة خادمة , ومرة اخرى بائعة , واخرى سكرتيرة لرجل , حتى سمعنا في الشهر الماضي في مواقع التواصل الاجتماعي عن رسالة حافز لأحد العاطلات يخبرها عن ترشيحها لوظيفة مكانيكي معدات ثقيلة مرسلة لأخت اسمها " لطيفة " . هنا أريد الاجابة على بعض الاسئلة : اين الاقسام النسائية في كافة الدوائر الحكومية الهامة ؟ لماذا نجعل المرأة الوحيدة تضطر الى توكيل شخص قد لا يحمل الامانة وتبدأ معها قصة اخرى ومعاناة جديدة , ولماذا لا يتم حصر جميع الجامعيات التربويات المتخرجات وتعيينهم في القطاع التعليمي , خاصة وانه حسب علمي بأن المعلمات المعينات يعانون من مسألة " النصاب كامل " بسبب قلة الكوادر التعليمية . اين نحن عن التوسع في بناء مستشفيات نسائية وتوظيف السعوديات المتخرجات من مجال الطب والتمريض وخاصة بعد ان سمعنا عن تفوقهن وحصولهن على جوائز عدة في الخارج , على الاقل هنا نبتر الاستغفال الحاصل من بعض الاجانب واستهتارهم في صحة المواطنين , ولنا في سالفة " مجرد خربشة بسيطة " خير مثال والتي حصلت في مستشفى اليمامة قبل عدة ايام , ونحن الان ايضا نعيش قصة مأساوية لاختنا رهام . اين الصفوف الخاصة بخدمة النساء في المطارات والجوازات وغيرة ؟ مجالات التوظيف المحترمة والتي تليق بالمواطنات السعوديات كثيرة , فقط نريد الاهتمام وقبلها الارادة , وأخشى ان يستمر تغافل هذا الموضوع الى أن نتفاجأ بعد عدة سنوات بوجود عنوان جاد يحمل " للتنازل خادمات سعوديات " وهنا ستكتمل الطامه . بقلم / ناصر بن عبدالعزيز العقيّل متخصص بالادارة ومهتم بشؤون التوظيف [email protected] تويتر : @alogayil