قالت العرب في أمثالها : لكل اسم من مسماه نصيب . وهذا المثل ليس على إطلاقه ، وليس صحيحاً في مجمله ، و قد يندرج تحت بند أكاذيب العرب في بعض الأحيان . وهنا شاهد يؤيد ما ذهبت إليه ، وهو محور حديثنا الآن ، فمنطقة عسيلان التي اشتق اسمها من العسل المعروف ، إنما هو من ناحية اللفظ فقط ، وهي في الأساس مكب للنفايات ، وخاصة في الجزء الغربي القريب من الطريق الدائري الشرقي لبريدة . إذاً ، من أين جاءت هذه التسمية ؟ لست أدري !! وقد تكون هذه التسمية من تسمية الشيء بضده كما قالت بذلك العرب كثيراً من باب التفاؤل لا أكثر . ندخل في الموضوع : وما أن يحل فصل الشتاء حتى يهرع بعض الناس إلى مخيمات قد نصبت بموقع عسيلان المذكور آنفاً ، وغالبيتهم قد ساوره اعتقاد بأنه في حل من الالتزام بحماية نفسه ومن حوله من الوقوع في التهلكة ، فهذا مفحط وهذا مطعس والاخر ركب دباباً مثيراً للغبار والأتربة يمشي عكس اتجاه الطريق . وهذا راجع إلى أن مرتادي المخيمات يغلب عليهم عنصر الأطفال والمراهقين وأشباه المراهقين والنساء الذين لم يحاطوا بعين المراقبة من ذويهم ، مما يوقعهم في الخطر كما يقع الفراش على النار المشتعلة ، ولذلك نسمع بين الحين والآخر عن حوادث مفجعة ومآسي مروعة يدمى لها القلب . إذاً - والحالة هذه - لابد من تدخل الجهات الرسمية على وجه السرعة بفرض ما يلي : 1- وضع سياج من الشبك على جانبي الطريق بمساريه من بدايته حتى نهاية منطقة التخييم ، مع عمل فتحات للدخول والخروج فيها تحكم من دوريات الشرطة أو المرور . 2- إلزام أصحاب الدبابات بحصر نشاطهم داخل مضمار قطره 100 متر أو أكثر محاط بأسلاك تمنع الأطفال والمراهقين من الخروج منه والسير على جنبات الطريق ثم تحدث الكارثة وتقع المصبية . 3- تركيز دوريات ساهر على جانبي الطريق ، فلا بد من فرض النظام الميل قليلاً إلى ناحية الشدة ، وكفى بساهر زاجراً . فقد قيل فيما معناه : إن الله ليزع بالسلطان ما لا يز ع بالقرآن . 4- تواجد دوريات الأمن والأمانة وأعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لفرض النظام و إعطاء شعور بأن الخروج للنزهة لا يعني الانفلات والتحلل من القيود ، وممارسة الفوضى باسم الترفيه . فقد ينزعج البعض من إجراءات السلامة ، ولكن لابد من فرضها على البعض بالقوة كفرض الحجر على السفيه لحظ نفسه كما نص على ذلك الفقهاء ، والله المستعان . سليمان علي النغيمشي