تطالعنا وسائل الإعلام و أجهزة الاتصال بين الحين والاخر و بين الفينة وأختها بأخبار أليمة و أنباء محزنة سرعان ماتنتشر بسرعة كسرعة النار بالهشيم ، والتي مفادها : أن خادمة منزلية والتي تحمل الجنسية الفلانية قطعت إبنة مخدومتها إربا إربا بالساطور ، و خادمة أخرى من جنسية أخرى نحرت ابن مخدومها بسكين حادة من الوريد إلى الوريد تاركة أهله في ذهول من هول الصدمة والاف الأسئلة الحائرة : لماذا فعلت ما فعلت ؟ وبأي ذنب قتل من قتل ؟ و إزاء هذا الأمر الخطير والشر المستطير ، سأدلي بدلوي حوله ، محاولاً تحليله إلى عوامله الأولية ماستطعت إلى ذلك سبيلاً ، بناء على ما يتراءى لي صحته ، والعلم عند الله : 1- استقدام الشغالة من أقاصي الأرض - مع مابيننا وبين مجتمعها من اختلاف في كل شيء - كان بإلحاح من بلوى الترف عند الأغلبية ، ولو كان في حدود الضرورة القصوى لانخفضت تلك الأعداد الهائلة من الخدم ، وتبعًا لذلك ستنخفض مشاكل وجودهم بين أظهرنا . 2- جهل تلك العمالة والخادمات بقوانين بلادنا المستمدة من الشريعة ، وأن القاتل سيقتل لا محالة . 3- عدم المبالغة في إكرام هؤلاء الخدم ، ففي بلادهم يعيشون في طبقية يحتلون قعرها ، وإكرامهم فوق ما يحتملون يضعهم في مستوى لا يستطيعون التعايش معه بحكم قلة خبرتهم بهذا الواقع الجديد ، ومن ثم يفقدون التوازن المطلوب ، فإما الجريمة أو الهروب ، فالأفضل معاملتهم بأقصى درجات الرسمية ، وترك العاطفة جانباً . 4- غالباً ما تتم جريمتهم ويقع المحظور ويقوم الساطور بدوره على أكمل وجه في غفلة من الأبوين ، أحدهما أو كلاهما ، لذا يجب عزل الأطفال عن الخادمة في أوقات النوم ، وجعلهم في مأمن من تسللها إليهم تحت جنح الظلام والناس نيام . 5- منع أجهزة الاتصال عن هؤلاء ، وجعل اتصالهم محصوراً بهاتف رب الأسرة وفي حالة الضرورة القصوى فقط ، مع تحققه مما دار في المكالمة ، فكم من جريمة قتل كانت بإملاء من خارج الحدود . 6- وضع الأسلحة البيضاء في مأمن قدر المستطاع ، وتعمد التقليل من حدة السكاكين وفعاليتها القاطعة حتى نتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الوقت المناسب ، لا قدر الله . 7- وأخيراً وهو الأهم : الاستغناء عن الساطور اللعين القاتل الأثيم ، وعن أي عمل يلزمه ، فقد أثبتت التجارب ، أن هناك علاقة ما سابقة تربطه بتلك العمالة والخدم جعلت منه الوسيلة المفضلة لأداء جرائمهم ، ولكن لا يغني حذر من قدر كما يقول المثل ، إلا أن الاحتياط واجب . والله الموفق . سليمان علي النغيمشي