طالبات لن أبدأ مقالي بالتطبيل والمديح مع أنني أحب هذه الجامعة وأنا من طالباتها وأقف على مشارف التخرج من بوابتها .. ومع ذلك أنا مصدومة .. وأرثي لحال من أجبرتها ظروفها للعيش ..أقصد للسجن في سكن جامعتنا الموقرة ، سكن الجامعة يشبه " غوانتانامو" وصدقوني أنا لا أبالغ ،، ماذا تسمي العيش في مكان أقل كلمة ممكن أن تطلقها عليه " بالقذر " !! ماذا تسمي المكان الذي تُحرم فيه من خصوصيتك !! المشرفات يدخلن على الطالبات في أي وقت حتى وإن كانت لحظة تغييرهن لملابسهن ، وكما تقول احداهن " وليتها تدير وجهها " . تخيل معي عزيزي القارئ أنك تخضع لتفتيش يومي جسدي وأضع تحت جسدي مليون خط ,, و تفتش أغراضك ثم مصادرة ما يحلو لمن تقوم بالتفتيش أن تأخذه !! الغرف تفتش بأسلوب مكافحة المخدرات .. جوالاتهن تُسحب .. أسلاك اللاب توب تُسحب.. لو وجدوا طالبة عينها على اللاب توب قفزت مشرفة لتلصق عينها في الشاشة وتتحقق مما تشاهد تلك المغلوب على أمرها . يبدوا أن المشرفات حملن الأمانة بشكل مبهر حتى بلغ بهن الاعتقاد أنهن وحدهن العاقلات وان الطالبات بلا عقل وتحت طائلة الشك الدائم بسلوكهن.. هذا غير ان البنات المسكينات أشبه ما يكنّ في منفى ,, معزولات تماماً . هل تصدقون أن شيء ما ,, بسيط جداً ,, وعادي ,, وضروري اسمه " تلفزيون " غير موفَّر!!؟ ثم ما المبرر في ان السكن عبارة عن خمس مباني يُغلق اثنان والإدارة في ثالث مغلقة بعض منه ,, والطالبات تتكدّس في الباقي !!! الا تتفقون معي أن سكن جامعاتنا أصبحت نسخة من " غوانتانامو " خاصة جامعة الملك عبد العزيز وجامعة ام القرى ,, ولمن سيتهمني بالمبالغة عليه أولاً أن يشاهد برنامج الثامنة مع القدير داوود الشريان الذي ناقش هذا الموضوع . والله انها لمهزلة .. تدفع الطالبة 1000 ريال من أجل السكن ثم تعيش في مكان لا تتوفر فيه الإنسانية والرحمة والخوف من الله .. 300 طالبة أراد الله لهن أن يبتليهن في أن وضعهن تحت سلطة من لا ضمير له . سؤال للمسئولين بحجم الكون .. بحجم الأمانة والمسئولية . أين الميزانية المخصصة للجامعات ؟ هل خصصوها لتصرف يمنة ويسرة أم خصصوها لتضخ فيما يصب في مصلحة طلابكم وطالباتكم وتوفير الأماكن التي تصلح للاستخدام الآدمي !! الآدمي يا أوادم ... الآدمي يا من تخافون الله . ألقاكم بكل بود في منعطف آخر وأرجوا أن يكن مشرق . أمل الرجيعي تويتر amal_alrejaie