لقد أنفقت الدولة على المشاريع التنموية ذات المساس المباشر باحتياجات المواطن وهمومه , أنفقت الكثير من المال مايعادل تقريبا ميزانيات دول نامية . هذا التوجه من الدولة جاء من اجل رقي المواطن ورفاهة فلا نكاد نمر من منطقة أو مدينة حتى نجد أن يد الدولة قد صاغت مشروعا رائعا لايقال عنه إلا انه تحفة بديعة في التشييد والهدف , حتى الطرق بين المدن والمحافظات طرق معبدة والبعض منها فسيحة على الرغم من وعورة بعض مناطق فيها مما يصعب تنفيذها ويؤخره . في المدن الاقتصادية العملاقة والجامعات الحديثة الإنشاء والمستشفيات والمراكز الصحية والمجمعات التعليمية وغيرها شواهد حية وماثلة للعيان لجهود الدولة في خدمة المواطن لايكاد ينكرها إلا جاحد أو حاقد هذه هي الجهود الكبيرة والمتناهية الضخامة و التي تصب في صالح المواطن والمقيم معا فماذا بعد ؟؟ لنتساءل من يدير عجلة العمل المتقن في هذه المباني الجميلة ؟ وهل هم أكفاء ومدربون ومهيئون للعمل بها بالشكل الأمثل دون حاجة للأعذار الواهية المؤدية إلى التكاسل والتقاعس؟ هل هناك من بوادر للاستثمار الحقيقي في الإنسان السعودي ؟ وإذا كان كذلك فأين هي واقعا ؟ وكيف يمكن ذلك دون مجاملة أو محاباة أو محسوبية تضيع الجهد والهدف . إن الإنفاق على الإنسان السعودي بات ضرورة ملحة خصوصا في الوقت الراهن , ففي السابق كنا نبحث عن المباني والمنشآت الحكومية الداعمة للعمل ووجدت المنشات فأين العذر ؟ هناك – للأسف – ظاهرة بدأت في الظهور مؤخرا وهي التهاون والتقاعس عن أداء العمل بالشكل الأمثل فالخروج المبكر قبل نهاية الدوام أو الدوام المتأخر أو التهاون أثناء العمل في انجاز المعاملات والتعذر بأي شيء شواهد حية على ذلك فهل ستدوم هذه السلبيات كثيرا ؟؟ لااعرف . ولكن مااعرفه أننا بحاجة ماسة للخصخصة في شتى المجالات , فالشركات الخاصة لاتعرف تأخرا في الحضور والانصراف ولاتعرف التقاعس والتسويف والتأخير في العمل حتى الإجازات لاتكاد تتوفر للموظف بشكل دائم . الشركات لاتعرف إلا الإنتاج والإنتاج فقط فهي توفرلك كل شيء وتطلب منك كل شيء تماما كما هو الحال في شركة أرامكو السعودية وبعض الشركات الأخرى التي وفرت للموظف المنزل والراتب الجيد وطالبته بالإنتاج فأحب الموظف شركته وأنتج لها كل شيء , وعند القصور في العمل يعاقب الموظف ويحاسب . نحن نريد لمجتمعنا أن يصبح هكذا ونريد دوائرنا الحكومية كهذا النموذج المثالي لانريد بيروقراطية أو محسوبيات في العمل حتى لايفسد . ونصبح في حلقة مفرغة توفيق محمد غنام