قبل أيام وأنا اسير في طريق سريع على سيارتي الساعة الثانية ظهراً ودرجة الحرارة تلامس 46 درجه مئوية، تفاجأت بسيارة نقل (قلابي) تحمل عدداً من العمالة الوافدة بدون ساتر يحميهم من أشعة الشمس، وبدون مقاعد؟ هم وقوفاً ليس لديهم مايمسكون به بعضهم يمسك ببعض خشية السقوط ، وخوفا من حرارة جوانب الشاحنة الحديدية تخيل أخي القاري هذا المنظر المؤلم الذي لاتتمناه لعدوك فكيف بأخيك المسلم الضعيف الذي يستحق العون منا ، والذي أتى يبحث عن لقمة عيش يسد بها رمق كهل وعجوز وطفل، إلى هذه الدرجة وصل بنا الحال من ازدراء العمالة الوافدة!! ومن خلال هذه الصورة لدي هنا أربع رسائل أوجهها للمسئولين عن هذا المنظر المزري . الرسالة الأولى: ابعث بها لكفيل هؤلاء العمالة أقول له اتقي الله فيمن تحت يدك من العمالة الوافدة فهم بشر مثلك لافرق بينك وبينهم سوى بما انعم الله به عليك من مال وجاه وليس لك (لاناقة ولاجمل)في ذلك فالله قدر أن تكون غنيا وقدر أن يكونوا عمالة عندك، وأنت مسئول عنهم فما يضيرك لو وقيتهم عن أشعة الشمس (بشراع) لايكلفك سوى مبلغ بسيط قياساً على مدخولك من الشركة التي يعمل بها هؤلاء العمال، ومايضيرك لو أحسنت إليهم وعاملتهم بما يمليه عليك دينك ووطنك بتحسين صورته أمامهم بدل من تشويه صورة المجتمع السعودي بتعاملك السيئ والمهين لهم، من تأخير رواتب ونقلهم بهذه الصورة ونحوها . الرسالة الثانية: اوجهها لوزارة التجارة ووزارة العمل ووزارة الشئون البلدية والقروية، كل فيما يخصه، كيف يصرح لمؤسسات لاتملك مقومات نقل العمالة من مكان إلى أخر أن تدخل مجال المقاولات والبناء والنظافة والصيانة، فكيف بعملها الأصلي وهو الأساس، فلا بد من الحزم في مسالة منح التصاريح ووضع اشتراطات تكفل حقوق جميع الأطراف بما فيهم العمالة والتدقيق في ذلك إلى أن يصل الحد إلى تامين سيارات نقل لا أقول مكيفه بل محجوبة عن أشعة الشمس وفيها مقاعد فقط . الرسالة الثالثة: إلى كل مواطن يشاهد مثل هذه المناظر، اولاً يحمد الله على النعمة التي هو فيها، ثانياً يساعدهم قدر المستطاع بشربة ماء أو بما تجود به يده ونحوه ، ثالثاً أن يبلغ الجهات المختصة عن اسم المؤسسة أو الشركة التي تنقل العمالة بالصورة التي ذكرت سالفاً. الرسالة الرابعة: لقراء هذا المقال والحاقنين على العمالة الوافدة أقول لهم اعلم أن بعض من العمالة الوافدة لديه من الأجرام والسرقات والغش الشيء الكثير، وان بلدنا الحبيب ذاق منهم الويلات بسبب تصرفاتهم الغير أخلاقية، لكن ليس بالضروري أن نعاملهم سواسية فنأخذ الصالح بجريرة المذنب، وأيضا لانعاملهم بأخلاقهم بل نعاملهم بأخلاقنا وماتربينا عليه، نعاقب المخالف بالتبليغ عنه لردعه، ونقف مع المظلوم ، ونحسن مع الحسن، ونعين المحتاج قدر المستطاع فمهما كان فاغلبهم إخوة لنا في الدين . والله من وراء القصد،،،،، عبدالرحمن بن عبدالعزيز التويجري – القصيم - الطرفية