ولادة القانون : يسلك القانون طرق وعرة حتى وصوله حيّاً بين ايدينا , ابتداءً بالاقتراح والمناقشة ومرورا بالتصويت ومن ثم التصديق والنشر, وقد يصل منهكاً يكسوه الجمود والغموض . يعتقد البعض ان ولادة القانون تنتهي برؤيته منشوراً في الصحف ومصفوفاً على الخزائن ,إن مرحلة مابعد نشر النظام (التنفيذ)هي نقطة انطلاق القانون فعليّأً , هي من ينبئنا بحياته . ولي في التنفيذ تفصيل موجز : - التنفيذ بإتباع الهوى , أي الاخذ [منه] إنتقاءً وليس الاخذ [به] مجملا وتفصيلا مع ما يناسبك ومالا يناسبك , مما يؤدي الى الاختلاف في تفسير احكامه وغياب الفهم التام لنصوصه , وبالرغم من قوة النظام وعموميته وتجريدة إلا انني احاكي واقعاً لن اجمله في اعينكم كاذبة ومزيفة , ولستُ كاشفة لوهنه بقصد الكشف فقط ! ابن الوطن "الحقيقي" حينما يستاء ويسلط قلمه لنقطة تؤرقه فهو يرمي للإصلاح والرقي بالحال ليس إلا , نعم للقانون قوة ولكن يبدوا ان هذه القوة تتفوق عليها قوة اخرى ( قوة خفيّة غير شرعية) ! . - - غير قابل للتطبيق لعدم ملائمته : إن القانون حجر الاساس لإستيعاب وتنظيم ضرورات اجتماعية , وعلاقات دولية وشؤون اقتصادية وعسكرية وغيرها من جوانب الحياة , يمر القانون بمرحلة من العجز لقدمه وعدم ملائمته للاوضاع الراهنة أي انه لم يعد قادرا على استيعاب ما نحن عليه من تطور واختلاف , وايضاً الجمود الذي يطغى في صياغتة التي تجعل منه سبب رئيساً لعدم صلاحيتة . - عدم التطبيق مطلقاً : نقف هنا عند مسؤولية الجهات المعنية بتطبيق النظام لإرساء الامن والعدالة . كيف لها ان تجعل للنظام طابع شكلي فقط كإجراء روتيني لسد مآرب اخرى , يموت القانون ونحن نطالب بتفعيله بأن يتجاوز رفوف الأدراج , نحن لا نريد منك ان تبلغنا بوجوده فقط ! نحن نريد ان نُبصره ونتلمس وجوده في حياتنا . المسؤولية في الأصل تكليف مُناط لمن هو أهل له ينتج اثراً ويُرتب عقوبة , ومسؤولية صناعة النظام تكليف وحِمل متعلق بمصالح كيان دولة إن سلمت في أيديٍ آمنة ومخولة بالفعل فقد حققنا بنيان إجتماعي قوي ومترابط وآمن ضد أي نزاعات وشرارات داخلية او خارجية . إن التاجر والمستهلك , الطفل والرشيد, الفقير والغني , القاصر والقادر , الأصحاء والمرضى بحاجة ماسة لقانون نابض نافذ . قال خير البريّة محمد صلى الله عليه وسلم : (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم ، فاشقق عليه ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم ، فارفق به ( صحيح مسلم * القانون حياة بنعيم يا سيدي , القانون وِلد لينظم مجتمعنا ليقر حقوقه والتزاماته على اساس من العدالة والإنصاف لا ليخدشه . وهل ما زالت تساوركم الشكوك في أن ولادة القانون ولادة متعسرة ؟ وان حياته عرضة للخطر والزوال ؟ الباحثة القانونية غادة الزومان