الحقيقة أن أي شخص مسلم لا ينكر أن تطلب المرأة مهرا للزواج بها فهذا مُسلّم عند الجميع ، كما أنه في بعض الأعراف في مجتمعنا يُشترط أن يقام الزواج في قصر أفراح وهذا وإن لم يكن بواجب إلا أننا قد نبلعه مع كثير من الماء ، ولكن الذي لا أستطيع أن أفهمه أو بالأصح لا أستطيع أن أستوعبه أن تكون (الطقاقة) و(المصورة) شرطا من شروط القبول بالزوج إما أن يقبل وإما أن (يذلف) ووالله إن العاقل لا يكاد ينتهي عجبه من مثل هذه الشروط الغريبة للزواج في ضل الأزمة الخانقة التي يمر بها شبابنا وشاباتنا ولا اخفيكم سرا أنني أكاد أُجزم أن مثل هذه الاشتراطات البعيدة كل البعد عن المقصد الشرعي الذي لأجله شُرع الزواج تكون في الغالب من اقارب الزوجين وأنا عندما أستغرب اشتراط مايسمى ب(الطقاقة) لقبول الزوج لا أُنكر مشروعية الدف عند النساء وقت الزواج بل بالعكس الضرب بالدف في مثل هذه المناسبة مندوب اليه عند النساء وحث عليه الشارع ولكن المستغرب أن تكون هذه الشروط عقبة قد تُفشل فرصة ارتباط شاب بشابة سيكونان أسرة مسلمة تعبد الله تعالى على المنهج الحق ، علما بأنه قد يتم التفاهم على مثل هذه الاشتراطات على سبيل أنها ثانوية لا أنها أساسية يترتب عليها عدم العقد بين الشاب والشابة الراغبين في الزواج ، ثم إنني لا أعلم ما هو شعور الفتاة مثلا لو رفضت شابا تقدم لها بسبب (طقاقة) ثم أراد الله تعالى ألا يطرق بابها عريس آخر وركبت قطار العنوسة ، بالله عليكم كيف سيكون رضاها عن نفسها بعد أن تتجرع كأس العنوسة بسبب (طقاقة) أو (مصورة) ثم يا أحبابي هذه المصورة التي دخلت على نسائنا في هذه الأيام من يضمنها الا تكشف عورات النساء المتصورات بأبهى حلّة و (أقلّها) على اجسادهن ووواا أسفا أنه لا يزال في مجتمعنا من يفكر بهذه الطريقة السطحية في زمان نحن احوج ما نكون لإعفاف أبنائنا وبناتنا عن الشهوات ما المانع أن تكون الزواجات عائلية مقتصرة على اقارب الزوجين وتقام في بيت أو في استراحة ونوفر بذلك الكثير على الزوجين الذين سيذوقان ذل الديون بعد الزواج بأيام قليلة أختم مذكرا بقول الله تبارك وتعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فلماذا نجعل المعوقات التافهة أمام ابنائنا في مقابل الحصول على هذا الخير العظيم الناتج عن الزواج واذكر قبل الوداع بقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) الترمذي وكتبه محمد ابن الشيبة الشهري [email protected]