قبل أربعين عاماً أو يزيدون ، وتحديداً في زمن الطفرة ، تعرضت العاصمة الرياض إلى ما يسمى الانفتاح الاقتصادي والزحام المصاحب له ، والكل يريد المشاركة في البناء والحصول على ما يتاح من المشاريع وفرص العمل والغنى المنشود ، ولذلك رافق هذا الوضع الجديد تدفق أكوام من البشر من كل حدب وصوب ، ولم تكن الرياض مهيأة لذلك ، فازدحمت المدينة ، واختنقت ، وإزاء هذا الأمر تنادى المخلصون بإيجاد حل عاجل ينقذ البلد من خطر الاختناق المروري والازدحام غير المعهود ، فكانت الكباري الحديدية مسبقة الصنع هي المنقذ الجاهز ، واستمرت هذه الكباري إلى وقتنا الحالي بكامل كفاءتها وإلى أن يشاء الله ، شاهدة على أن إتقان الأعمال يحتاج إلى إخلاص وقليل من الضمير المعروف باللسان الدارج الذمة ، وقد كان ما كان . والاًن ، تتعرض مدينة بريدة لوضع مشابه تقريباً ، ولكنه ليس ناتجاً عن طفرة كما سبق ، ولكنه ناتج عن عدم احتساب التغيرات في المستقبل ، ووضع ذلك في الحسبان ، والنظرة القاصرة لكل ما يتصل بكمية الاحتياجات ، والتقدير الخاطىء لاحتمالية التوسع . وعلى أساس هذا الوضع الحالي لا بد من تظافر جهود مخلصة لبناء كباري حديدية مؤقتة في التقاطعات التي أصبح الوقوف عندها معاناة يومية ، وخاصة في بعض الطرق ذات العرض المحدود ، وهذه الكباري المؤقتة ستحل الأزمة بشكل عاجل ، ولو نفذت على نحو ما نفذت به سابقتها لضمنها كاتب السطور مائة عام ، ولكن الإخلاص في العمل والحماس لما ينفع الناس والرغبة في عمل الخير يتسم بالندرة على رأي المشتغلين في علم الاقتصاد . والله المستعان . سليمان بن علي النغيمشي