وعلى أي أساس ومبدأ تنتقدون ؟! ولماذا أصبح الجميع ينتقدون ؟! بل لماذا يكون هناك أصلاً منتقدون ؟! لماذا ؟! والمسئولون يفعلون ما يقولون , ويحاربون لحفظ حقوق المواطنون , ويبادرون بتقديم استقالتهم بمشكلة هم معترفون , فلا ظالمون ولا جائرون , ولا مستغلون لنفوذهم ومستفيدون , ويكملون مدة تكليفهم بهدوء غير طامعون . لماذا ؟! والدوائر الحكومية في معاملاتهم مرنون , ولا نحتاج لتحريكها متوسطون أو مرتشون , والموظفون لديها يعملون مستمتعون . لماذا ؟! والبلديات عند منحها الأراضي عادلون , والنظافة في المدن نشاهدها ونحن مسرورون , والخدمات تقدم بأفضل الإمكانيات مستفيدون , والرخص تعطى بلا تحيزات نظاميون . لماذا ؟! والمحاكم لا يوجد فيها المتخاصمون , والقضايا تنتهي بلا طول مواعيد متحكمون , والقضاة متفرغون مستعدون . لماذا ؟! والمستشفيات يوجد فيها المتخصصون , أطباء غير مخطئون , للعلاج بأفضل الوصفات مقدمون , والسرائر متاحة للمرضى لا ينتظرون . لماذا ؟! وأصحاب المشاريع قبل مدة انتهائها يفتتحون , وبأفضل الطرق والمواصفات يعتمدون , وبأقل التكاليف ينجزون , ولا نحتاج عند استلامها مهندسون . لماذا ؟! والصناديق الحكومية للقروض على الفور مانحون , وبلا شروط معقدة يمنحون ويعطون . لماذا ؟! والمعلمون لحقوقهم آخذون , وبدرجاتهم المستحقة مثبتون , والنقل بالرغبات بلا مماطلة وذل يحصلون . لماذا ؟! وجميع الموظفون في وظائفهم مترسمون , وبمكان عملهم مترقون , دون تأخير لها حاصدون . لماذا ؟! والعساكر على أرواحهم يشكرون , وللرتب الواجبة لهم ظافرون , وبعد التقاعد برواتبهم مقتنعون , لماذا ؟! والوظائف جاهزة بانتظار الخريجون , والبطالة لا يمثلها إلا القليلون , والحرف لا يملئها إلا الوطنيون . لماذا ؟! والطيران خدماته ترضي المغادرون والقادمون , وبأحدث تقنيات المترو متنقلون , والقطارات السريعة يفضلها المسافرون , والشوارع عند تخطيطهم لها وتنفيذهم دقيقون , نسير فيها ونحن سالمون . فلا مفحطون ولا مراهقون يسرون فيها غير مبالون . لماذا ؟! والمهرجانات عندنا بلا مخالفات يقيمون , والمعارض يشترط لإقامتها حضور الواعظون , ويفرح بها المحافظون , ولا يسر بها المتفتحون . لماذا ؟! والمطبلون المنافقون يسجنون أو يوقفون , والمنتقدون المصلحون يشكرون ويكافئون , ولا يوجد لدينا سجناء موقوفون . لماذا ؟! والمواطنون للسكن مالكون , والفقراء منهم معدودون , والمستفيدون من ثروات بلادهم كثيرون , بالأمان هم شاعرون , والجرائم قليلة بعد عقابها يندمون ولا يكررون , والسرقات لا يقوم بها إلا المضطرون , لماذا ؟! والأسهم خرج المساهمون منها راضون كاسبون , والهوامير خاسرون محاسبون . لماذا ؟! والتجار بالقليل قانعون , لا يدلسون ويغشون , ولا يرفعون الأسعار للظروف مستغلون . لماذا ؟! ومواقع التواصل الاجتماعي كثر فيها أعداد الزائرون , و أصبحت متنفس المغردون , والكثير منهم ينتظر تغريد المجتهدون . لماذا ؟! أنتقد أنا مؤسسة التقنيون , ونحن على حقنا حائزون , ولرواتبنا مستلمون , باعتذار من مسئوليها بخطئهم نادمون , على طول انتظار لقضيتنا منتصرون . فلماذا ؟ تنتقدون !!! تتذمرون !!! تهاجمون !!! لماذا ؟ أيها المواطنون !!! الكاتبون !!! الإعلاميون !!! عبدالباقي محمد المشيقح @abdulbaqialmosh