الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد إن الناظر لما يجري للإسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم يجد أن الحاجة ملحه لتكاتف جهود المسلمين كل بحسب تخصصه للذود عن مقدساتهم وقضاياهم وحيث أن الدفاع يلزم له تخصص وانتماء إلى كيان رسمي معترف به دولياً فلذا كان إنشاء الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين تحت مظله رابطة العالم الإسلامي الذي وافق مجلسها برئاسة أمينها العام فضيلة الشيخ الدكتور / عبد الله بن المحسن التركي على إنشائها وهذا الدعم من الرابطة للهيئة ليس بمستغرب فالرابطة طوال خمسون عاماً مضت تدعم كل ما يهم الإسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم مادياً ومعنوياً وقد كان الهدف من أنشاء الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين كما جاء بالمادة الرابعة من ( الأهداف ) تحت النظام الأساسي للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين هو: 1. إبرازمحاسن الشريعة الإسلامية ,وأهمية اعتبارها مصدراً للقوانين والأنظمة 2. الدفاع عن الإسلام ومقدساته وقضاياه من خلال تعزيز جهود المحامين المسلمين وبذل ما يستدعي ذلك قانونياً 3. تعزيز التعاون بين المحامين المسلمين وتنسيق جهودهم وأعمالهم الرامية إلى تحقيق أهداف الهيئة في ظل سيادة الدول التي يوجدون فيه 4. تعميق روح التعاون والحوار مع الهيئات والمنظمات الحقوقية العالمية من أجل ترسيخ قيم العدالة الإنسانية في العالم , والعمل المشترك في كل ما يتصل بذلك 5. تنمية مهارات المحامين المسلمين في مجال الأنظمة والقوانين والمحاماة والمستجدات القضائية والتحكيم 6. تأصيل التحكيم والوسائل السلمية غير القضائية لفض المنازعات ودعم المحامين والقانونيين المسلمين لتبؤ المكانة اللائقة في المنظمات الدولية المتخصصة بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية . وتحقيقاً لهذه الأهداف الواردة في النظام الأساسي فقد كان اجتماع الجمعية العمومية الأول بمكة المكرمة في يوم السبت الموافق 26/3/1433ه لمناقشة (الإستراتيجية الخاصة بأعمال الهيئة وما تقوم به مستقبلاً ). وكان الاجتماع برئاسة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وبحضور الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين المحامي الدكتور /خالد بن صالح الطويان وحضور الأعضاء الذي شرفت أن أكون واحداً منهم وقد كان اجتماعاً مثمراً ظهر التوافق فيه بين الأعضاء على ضرورة تحقيق تلك الأهداف لما لها من اثر في التصدي لكل ما يضر بالإسلام والمسلمين ومن أعظمها تعرض لنبينا صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين. وحيث أن الدفاع يلزم له الصفة الرسمية فلذا كان هذا الاحتضان المبارك من الرابطة للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين ليكون تمثيل صحيحاً أمام المحاكم العالمية وغيرها وقد ظهرت الحاجة لتكوين تلك الهيئة في الرسوم المسيئة للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام حيث أن المحكمة عند إقامة الدعوى ضد من قام بفعل تلك الرسوم قد طالبت أن يكون التمثيل رسمياً وهذا ما تحقق بفضل الله من خلال تكوين هذه الهيئة . ومن العوامل الإيجابية أيضا التي بأذن الله سوف تساعد على أداء مهمتها هو اختلاف جنسيات أعضائها فهناك السعودي والكويتي والإماراتي والعماني والأردني والمصري والسوداني والسوري والفلسطيني والتركي والمغربي والأمريكي والفرنسي وألماني والبريطاني وهذا الامتزاج في تعدد الجنسيات له أثره في أداء العمل حيث التنوع بالخبرات لكل واحد من الأعضاء يكفل صواب العمل الواحد من الأعضاء في العمل الموكل له من الهيئة للدفاع عن حقوق الإسلام ومقدساته ولقد أردت في هذا المقال البشرى للقراء الكرام بظهور الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين والقول أن عمل الفرد الواحد لا يصح معه فعل وأن العمل المؤسسي هو الصالح للدفاع عن الإسلام ومقدساته وهو سبب في أنشاء الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين وهذا ما أردت طرحه للقراء الكرام مختصراً طالباً منهم الدعاء للهيئة بأن يوقفها الله في أداء مهمتها على الوجه الذي يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . د /علي بن محمد السواجي محامي ومحكم معتمد من وزارة العدل نائب رئيس لجنتي المحامين والتحكيم بمنطقة القصيم عضو الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين [email protected]