التشكيلات المدرسية هي الفكرة التي استحدثتها وزارة التربية والتعليم بعد تنفيذ الأمر الملكي القاضي بتوفير 52 ألف وظيفة تعليمية وقد وافق عليها مجلس الوزراء وهي تهدف إلى تكوين العدد الكافي من الكوادر البشرية في المدارس الحكومية من وكلاء وأمناء مصادر ومرشدين ورواد نشاط وقد أوضحت الوزارة أن هذه التشكيلات تساعد وزارة التربية والتعليم على عدم إشغال المعلمين والمعلمات بأعباء ليست من صميم عملهم التربوي، وصرفهم بصورة شبه كاملة إلى العمل التربوي ...... جميل هذا الكلام لو طبق تطبيقاً فعلياً في الواقع فمعنى ذلك أن المعلم لن يتسنى له بعد اليوم مزاولة حصص الانتظار الشاقة ولن يشرف على التلاميذ في الفسحة وبين الحصص ولن يباشر عملية إدخال الدرجات من الكشف إلى برنامج نور ولن يقوم بكتابة الأسئلة على جهازه الخاص ولن يقطع بعد اليوم شرحه من أجل طالب مشاغب أو مهمل أو معاق بل سيتولى أمره المرشد الطلابي المؤهل كما تفضلت وزارتنا الموقرة ولن يكلف نفسه بإعداد الوسائل التعليمية لأن أمين المصادر سينوب عنه في ذلك ... اجراء ليس جميل فحسب بل قمة في الروعة والحكمة ويؤدي فعلاً إلى الدفع بعجلة التعليم والتربية والحضارة إلى الأمام فلا عذر للمعلم بعد اليوم فهو إن طبق هذا الإجراء سيأتي إلى المدرسة لا يحمل إلا غترته وثوبه الذي يلبس ولكن ...... كما يقال ( ليال العيد تتضح من عصاريها !!) هل يعلم معالي الوزير أن هناك ثقافة أو اعتقاد يدين به الوسط التعليمي وهو أن عمل المرشد و أمين المصادر وخلافه ما هو إلا تمييز المطاعم التي تطهو أشهى طبق للإفطار بدلاً من تمييز الموهوبين وذوي الإحتياجات الخاصة ؟؟ ولهذا تهافت أكثر المرشحين على هذه التشكيلات طلباً للدعة والراحة والفطور!! مع أن هذه التشكيلات ينبغي أن يتولى مناصبها الرجل الكفؤ الذي يميل إليها فلا يشعر بمشاقها بطبيعته ... هناك ثقافات يصعب على كل من كان القضاء عليها ومنها ثقافة غياب التلاميذ في أسابيع الدراسة الأخيرة أليس من الأجدى أن نتعامل بحكمة وندير هذه الثقافات بدلاً من أن نطبق القرارات الناجحة فتفشل في الميدان فنضع اللوم كل اللوم على المعلم ؟؟ أعني ما دامت ثقافة الدعة والراحة لتلك التشكيلات منتشرة بين سائر المعلمين والهدف هو استغلال تلك الوظائف التعليمية المؤلفة في عدم اشغال المعلم أليس من الحكمة لو استغلت الوزارة هذا العدد الهائل في تخفيض أنصبة المعلمين لتصبح 15 حصة بدلاً من 24 حصة ؟؟ لماذا نشغل أنفسنا بتلميع الأوراق والأشكال ونغطي أعيننا عن الواقع المتأزم الذي يحتاج إلى من يتعامل معه بواقعية أكثر!! .... ودمت بخير ... سليم الحربي