عندما تكتب او تتحدث عن الفقيد الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته فلا تدري بأي خصال الخير تبدأ ؟؟ ماهي صفات الخير عن هذا الرجل الرحيم العطوف المحب للخير ؟ هل تبدأ بحبه للمساكين أو تبرعاته للأيتام او رعايته للجمعيات الخيرية التي تعني بالمساكين ؟ ام بمحبته لأهل القرآن ودعمه لمسابقات القرآن ؟ او تتحدث عن إهتماماته بالجمعيات التي تواسي المرضى وترعى المساكين ؟ عندما تأسست جمعية مكافحة السرطان عام 1424 هجرية (وأشرف بكوني من مؤسسيها ) وجدنا صعوبات مادية كبيرة في البداية تتمثل في إيجاد مبنى للجمعية ومن ثم رواتب الموظفين ثم الصدقات التي يحتاجها المرضى , وكنا نعاني كثيراً فجاءنا صوت احد العارفين لسلطان الخير فقال لنا: زورو سمو الأمير سلطان وسترون بإذن الله ما يسركم, وتم ترتيب الزيارة لسموه فكانت تلك الزيارة مفتاح خير لجمعية مكافحة السرطان ولمرضى السرطان حيث فاجأنا سمو الأمير بالأسئلة الحريصة على هذه الفئة الغالية من المرضى وتكلم عنهم على قدر إهتمامه بابناء الوطن وابدى الكثير من الإهتمام بهذه الجمعية الوليدة (آنذاك ) مما يدل على سعة إطلاعه وثقافته العالية في الصحة والجمعيات الخيرية والعمل الخيري , وسرنا ما وجدناه من لطف وإهتمام وسعة إطلاع ومن دون ان نتكلم او نطلب أمر للجمعية بمليون ريالل سنوياً لمرضى السرطان ثم التفت إلينا مبادراً وقال : هل لديكم مبنى للجمعية ؟ فألتفت بعضنا الى بعض ثم اجبناه بأنه لايوجد مبنى للجمعية وأننا نستأجر مكتب صغير لإدارة شئون الجمعية فألتفت إلى ابنه فيصل وقال له : اكتبو لهم مبنى !!! يأربعة ملايين ريال !!! ثم التفت الينا وقال ابحثو عن مبنى مناسب ثم قدموا وراقكم لنا ,,, وهكذا تنفس اعضاء المجلس التنفيذي الصعداء وخرجنا من مجلسه العامر فرحين ومستبشرين تاركين مجلسه لمزيد من اهل الحاجات والإحتياجات من ابنائه المواطنين الذين كانو يزورزنه حباً له ومحبة لولاة امرنا , وتباشرنا بهذا الخير من رجل الخير وبارك بعضنا بعضاَ بالقبلات والتباريك والأحضان , وبعد خمس سنوات من ذلك الموقف , وبعد عودته من زيارته العلاجية لأمريكا في بداية عام 1431 هجرية تم بناء المبنى الخاص بالجمعية على نفقة سموّه الكريم وتم تشغيل المبنى , فزرناه مرة اخرى مهنئين له بسلامة الوصول ومعنا مجسم للمبنى الذي كتبنا عليه : هذا ثمرة من ثمرات اعمالكم الخيرية.... ورافقنا بهذه الزيارة بعض المرضى المتعافين من العلاج والذين تم رعايتهم بواسطة الجمعية بفضل من الله ثم بتبرعات وزكوات الكثير من اصحاب الأيادي البيضاء من المتصدقين امثال سمو الأمير سلطان ,وقدمنا له نبذه عن عمل الجمعية ودورها في خدمة مرضى السرطان وأعداد المستفيدين من الجمعية وماذ قدمت لهم الجمعية من دعم مادي وتذاكر وسكن للمرضى .... ففرح بذلك الإنجاز وأشاد بدور الجمعية وزاد على ذلك بأن أمر بمبلغ ثلاثين مليون ريال لمرضى السرطان الذين ترعاهم الجمعية ,(كوقف خاص لمرضى السرطان بإسم: وقف سلطان بن عبدالعزيز لمرضى السرطان ) وهذا موقف من المواقف الكثيرة التي تتكرر في مجلس سموه عدة مرات ,فحسب ما نقرأ في وسائل الإعلام يتبرع للمعاقين بمبنى وللأيتام بمبنى ومساكن ولأهل الحاجات عنده مواقف ومواقف لايتسع المقام لذكرها , يعجز القلم عن ذكر خصال هذا الرجل الذي نذر نفسه لخدمة الخير وأهل الخير واحب المساكين والأيتام والمعاقين والمرضى وقدم لهم الكثير , ونسأل الله ان يكتب له الأجر العظيم ويجزيه خير الجزاء وان يسكنه الفردوس الأعلي من الجنه عن تلك الأعمال الخيرية التي قدمها لوطنه وابناء وطنه أبا خالدٍ ! والذكريات دوامعُ *** تمر على روحي .. كما تعبر المدى وفياً .. وأشباه الرجال مظاهر *** يسؤوك ما يخفى ويرضيك مابدا عفيفاً .. وأشباه الرجال تزاحموا *** على سلب الدنيا قياما وقعدا صدوقاً .. وكم يجني على الحر صدقه ***إذا أصبح الكذاب بالكذب سيدا سخياً .. إذا ضن البخيل بماله *** بذلت من الوجدان ما يخجل الندى فوالهفي .. إن تأخذ الأرض أروعاً *** وتبقي عليها .. زائفين .. وأعبدا أبا خالدٍ .. والبين كالليل بيننا *** متى طال ليل البين .. والملتقى غدا ؟ الدكتور فهد بن محمد الخضيري عضو مؤسس لجمعية مكافحة السرطان رئيس وحدة المسرطنات بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض [email protected]