منذ أن ترك الثلاثيني بيت والديه قبل سنوات وأكمل نصف دينه ، أصبح يركض لاهثا لتأمين حياته المعيشية ,لأن راتبه لايكفي ,وهناك طلبات كثيرة عليه تسديد قيمتها ، مواد غذائية ،فواتير هاتف ،كهرباء ،مصاريف السيارة اليومية ،أقساط السيارة ،آجار المنزل ,,,,,,وكل يوم يرى الاشياء تزداد في أسعارها ,وبدأت الاحلام تختفي شيئا فشيئا 'فمتى يصبح له بيتا يضمه واطفاله ويريحه من دفع الأجار وتغيير السكن من حارة الى اخرى و من جار الى آخر؟؟ وأسعار الاراضي للمتر الواحد يقارب الالف ريال في دولة حرسها الله مساحتها مليونين وربع المليون من الأمتارالمربعة, وعدد سكانها لايزيد عن عشرين مليون نسمة نصفهم نساء وجزء كبير من الباقي أطفال ,ومع ذلك تحتاج الى ان يمتد بك العمر الى أرذله لكي تؤمن مبلغ قيمة أرض تشتريها لتقديمها لصندوق التنمية العقاري لبناء منزل الأحلام ,,,,,,,, وعندما نشاهد الصور الجويه المأخوذه للمدن السعوديه الجميله نلاحظ أن اكثر من نصفها أراضي بيضاء تحيط بها الخدمات من جميع الجهات. فمتى تقوم الدولة رعاها الله بإيجاد حل لذلك ؟؟ وذلك بفرض الزكاة على هذه الأراضي ,ومنع تداول بيعها إلا بعد سنة من شرائها ,وإيجاد مخططات جديدة تتوفر بها الخدمات ,والعمل عل فتح قنوات استثمارية لأصحاب الأموال بدلا من أستثمارها بالأراضي التي تنفع صاحبها فقط ,وذلك بتسهيل إجراءات بناء المصانع ( المنتجات البلاستيكية – مواد البناء – المواد الغذائيه -الالكترونيات – الملابس – السيارات ........) وكذلك مزارع الدواجن ,والخضار داخل البيوت المحمية التي لاتستهلك المياه ,وان نصبح دوله لها ثقلها الصناعي والزراعي في تصدير هذه المنتجات الي دول العالم المختلفه ,لأننا نملك المال مما يجعلنا نستورد التقنية الحديثه ,ولدينا الرجال من الشباب السعودي لأدارة هذه المزارع والمصانع المختلفة . وعندما نعود لصاحبنا ( الثلاثيني ) الذي أراد أن يلحق بركب الغلاء وارتفاع الأسعار التي تلاحق معيشته ,قرر أن يعمل عملا تجاريا خارج دوامه,لعله يوفر بعض الأموال لتأمين مستقبل عائلته ,ولكنه انصدم بالتستر المستشري في العمل التجاري ,ومحاربة العمالة الاجنبيه له ، فتجارة التجزأة الأن وللأسف تيسطر عليها عمالة أجنبيه , والاولى ان تقتصر على السعوديين لأنها مربحة وسهلة , ويمنع عنها العمالة التي أستقدمت بتأشيرات مهنية مختلفة, للعمل حسب تأشيراتهم ,وهي مهن يبتعد عنهاالسعوديون ولا يميلون اليها ... وأخيرا قرر صاحبنا الانتظار ..... لأن ملكنا حفظه الله تعالى الملك الصالح (عبدا لله بن عبد العزيز آل سعود ) لايرضى بذلك لأبنائه ,وما القرارات الاخيرة الا خير دليل علي ذلك...... بقلم... عبد الله بن محمد البصير نائب مدير الجمعية الوطنية للمتقاعدين فرع بريدة