ما زالت فاجعة الحريق في عائلة الضحيان بمدينة بريدة يتردد صداها في كل أرجاء البلاد , وما زال الجرح والألم في قلوب المسلمين حزنا وكمداً على مصابهم وآلامهم , نسأل الله تعالى أن يتقبل من مات منهم شهداء , وأن يجعلهم شافعين مُشَفّعين , وأن يُلبِس والديهم لباس العافية والصحة والسلامة , وأن يربط على قلوبهما , وأن يخلف لهما خيراً . ولكن ما لفت انتباهي فيما نُقِلَ من الخبر في بعض المواقع أن الأطفال هرعوا إلى السطح هاربين من لهيب النار فوجدوا الباب موصداً , ويأساً حاولوا فتحه ولكن اللهب كان لهم بالمرصاد فانتقلت الأرواح الطاهرة إلى بارئها سبحانه . هذا الخبر جعلني أمام تساؤل طويل , وحيرة مدهشة : ألا يوجد لدينا ثقافة مخارج الطوارئ في البيوت والمنازل ؟ لماذا تهتم الأمانات والبلديات بالارتدادات والملاحق ولون الطلاء , ولا تهتم بمخارج الطوارئ الهامة جداً , ولا سيما أننا نسكن بيوتا قابلة للاشتعال في أي لحظة لا سمح الله ! فنحن نسكن بيوتاً يعمرها الكهرباء والتوصيلات التجارية الرخيصة , وتمديدات الغاز الطويلة , والأثاث الإسفنجي سريع الاشتعال ... الخ فلماذا لا يُشدد على البيوت والفلل بمخارج طوارئ تكون معلومة لجميع أفراد الأسرة عند حدوث أي حريق أو مشكلة لا سمح الله ؟ أعتقد أنه حان الوقت لنفكر في مصالحنا جيداً بعيدا عن الارتجال والعشوائية , وبعيداً عن الاهتمام بالشكليات ولون الأرضيات والأسقف والأثاث . هل من الصعوبة بمكان إلزام المكاتب الهندسية بإيجاد مخارج طوارئ لكل منزل يراد إنشاؤه , ويلزم صاحب المنزل بتنفيذه ؟؟ الإجابة لدى الأمانات التي حُملت الأمانة والمسؤولية . نسأل الله السلامة والصحة للجميع , وألا يريَ أحدا مكروها في نفسه أو ولده أو عشيرته . علي الحامد