9233 هي مجمل حالات الطلاق الواردة لمحاكم المملكة خلال العام الماضي التي أذهلنا بها من قبل إحصائية وزارة العدل , قد يجد البعض الرقم ليس بالمخيف أو المهول مقارنة بنسبة الكثافة السكانية في المملكة العربية السعودية وتوزيع الحالات في مختلف مناطق المملكة . ولكن إرتفاع نسبة الطلاق مقارنة بحالات الزواج وفقا للإحصائية الأخيرة التي نُشرت لحالات الطلاق بالمملكة أصبح مؤشر خطر يهدد المجتمع والأُسر السعودية والمؤدية إلى ضياعها . تعددت الأسباب وأختلفت ومع ذلك فهي لاتقع على عاتق طرف واحد من الزوجين فقط حتى وإن كان طرفاً واحداً فقط هو من يوجد به الخلل . تضافر الجهود بالتعاون فيما بين الجهات في نشر الخطط والبرامج التوعوية المتخصصة لوقف المؤشر الخطر لإرتفاع معدلات الطلاق من خلال نشر الوعي الثقافي بأحدث الطرق والتقنيات للعلاج الأسري للأزواج والمقبلين على الزواج وإستخدام الآليات التي تساعد على معالجة القضايا والمشكلات الأسرية موجوده وهي ترجمة لمتابعة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لهذه القضايا وتوجيهاته في الحرص على إيجاد الحلول لها , ولكن التطبيق الفعلي لازال في حالة غياب من قبل شريحة من أفراد المجتمع مما ساهم بإستمرار إرتفاع معدلات الطلاق . فكما هو الزواج مسؤولية مشتركة لكلا الزوجين فالحلول وإيجاد مسببات هذا الخطر الهدّام للأسرة هو أيضاً مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الطرفين , فمتى ماعرف الجسد مرضه هرع لمداوته , المهارة بالتواصل والقدرة على حل الخلافات من أفضل الحلول التي إن وجدت ساعدت وبشكل كبير في سد فجوة الطلاق . التأهيل الصحيح للعقل في كيفية بناء العلاقة الزوجية الناجحة وتصحيح المفاهيم للشباب المقبل على الزواج من كلا الجنسين طريقة من عدة طرق وسبل لنجاح الزواج والتأهيل على خوض معترك الحياة الزوجية بطرق مدروسة وصحيحة . الطلاق تجربة مؤلمة للرجل والمرأة على حدٍ سواء , وكما له الآثار السلبية الفردية فالخطر الإجتماعي الذي يخلفه أكبر , فهو بداية لمشاكل نفسية وسلوكية يتعرض لها الطفل وتخلف أثرها به وبالتالي يتأثر المجتمع سلبياً بهذا المردود . الحياة الزوجية السعيدة الناجحة ليست مجرد عشق وهيام كما تصورها وسائل الإعلام فيما تبثه , والتي ساهمت وبشكل كبير في نشر مفاهيم وقيم خاطئة عن الحياة الزوجية , فهي لاتبنى بدون السعي لها فإستحقاقها بحاجة لجهداً وتطبيقاً عملياً في المشاعر في الأفعال وفي كافة مايبني العلاقة الزوجية بتقدير وإحترام متبادل يساعد في بناء وتكوين أسرة سعيدة وناجحة . حلاوة الحياة الزوجية تتجلى في مدى وكيفية معالجة مايظهر فيها من مشاكل وخلافات إن وجدت فلا توجد حياة زوجية لاتخلو من مايعكر صفوها . تغريد الذرمان