خلال الأيام الماضية وخصوصا أنها بدأت إجازة الصيف استثمرها عدد من الأصدقاء والأقرباء بالذهاب إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة والتمتع بأيام جميلة بجوار بيت الله الحرام وكسب الأجر العظيم , وقد أثنى الجميع كالعادة على الخدمات التي يتم تقديمها داخل الحرم المكي الشريف من نظافة ومياه شرب وغيرها مما يحتاجه المعتمر والزائر وحتى تعامل رجال الأمن عند الحاجة , وذلك بصورة جميلة تعكس مدى اهتمام وحرص قيادتنا الرشيدة على العناية بخدمة بيت الله الحرام المسجد النبوي الشريف , وهذا ولله الحمد أكسب وطننا العزيز سمعة جيدة بلغت الآفاق ولله الحمد , وهذا كما ذكرت داخل الحرم المكي الشريف , لكن الشيء اللافت ولم يتم علاجه حتى الآن هو استثمار بعض ضعاف النفوس من أصحاب التموينات الصغيرة قرب الحرم المكي قلة المحلات التجارية بسبب توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ( حفظه الله ورعاه ) للحرم المكي من الجهة الشمالية , مما جعل التموينات التي يستطيع أن يصل اليها المعتمر والزائر على قدميه قد تركزت في الجهة الغربية فقط , فعمد بعضهم إلى رفع الأسعار بنسب خيالية قد تصل إلى أكثر من 400% حتى ذكر لي بعضهم أن سعر الدجاج وزن ألف غرام قفز من عشرة ريالات إلى ستة عشر ريالا , كما قفز سعر الأندومي وهو الأكلة المحببة للأطفال من ريال واحد للحبة إلى أربعة ريالات وماء الصحة الصغير قفز من ريال واحد إلى ريالين , بل إن المشروبات الغازية قفزت من ريال ونصف إلى ثلاثة ريالات , وهكذا في معظم السلع في موجة غلاء فاحشة يقودها مع الأسف مجموعة من العمالة من مختلف الجنسيات بلا رقيب أو حسيب أو حتى سؤال , بل إن أحدهم لما هدد العامل بإبلاغ حماية المستهلك سخر منه وقال بكل هدوء : وهل نحن رأيناهم في يوم من الأيام ؟؟ وحيث أن مكةالمكرمة وأخص الحرم المكي الشريف يزوره آلاف من المسلمين من جميع من داخل الوطن ومن جميع أنحاء العالم بجنسياته المختلفة ولغاته المنتشرة في شتى الدول لا يجمعهم سوى الإسلام ليؤدوا مناسك العمرة سوف يلحظون ما يجري في الأسعار في هذه المحلات المنتشرة قرب المسجد الحرام وينقلون ذلك وكأنه موجود في كافة مناطق الوطن العزيز , فإنني أرجو ممن يعنيه الأمر في مصلحة حماية المستهلك , ووزارة التجارة والصناعة التركيز على محاربة مثل هذه الظاهرة خصوصا وأن السيطرة عليها ميسورة ومن أفراد قلة وذلك بتكرار الزيارات لها والتأكد مما يتناقله المعتمرون والزوار ومعاقبة التسبب في ذلك وخاصة أننا نقترب من دخول شهر رمضان ولأن يكون الحر عبد لعبيده خير من أن يكون عبدا لشهواتهمن أجل سمعة وطننا العزيز وعدم تكرارها في أماكن أخرى . والغريب كما أنه من الطريف في الأمر أن أحد المعتمرين يقول لي : إنه هدد صاحب أحد المحلات من العمالة بالتبليغ عنه فلم يلتفت اليه بل استمر في عمله دون أن يكترث بهذا الكلام فغضب منه المعتمر وطلب منه دفتر الإقامة فتفاجأ بأنه لا يملك دفتر إقامة بل هو من المتخلفين , وهذه بجد مصيبة أكبر من غلاء الأسعار يتطلب الأمر من الجوازات المرور على تلك المحلات للتأكد من ذلك وتكثيف الزيارات لها , لأنها قد تشكل ظاهرة خطيرة نظرا لكثرتهم في الغالب لقربهم من الحرم المكي الشريف , وهنا تكون المشكلة ذات شقين كلاهما يحتاج إلى وقفة جادة للقضاء على مثل تلك الظواهر الغير جيدة إطلاقا , وفق الله الجميع لكل خير و أسعد الله أوقاتكم.. عبد الرحمن بن محمد الفرّاج الإيميل [email protected]