** متى سيفهمون بأننا نستطيع أن نشير بأصابعنا إلى كل الأشياء الجميلة وأن نختار أجمل خيارات الحياة وأثمنها دون توقف وأن الفرق الوحيد بيننا هو أننا لا نحصل عليها جميعنا *دون وجود أية فرق آخر ! هذا العنوان ليس إعلاناً لطقم ألماس تلاشى بريقه في نظر صاحبته فأعلنت بأنه سيباع ، كل الحكاية أن كل الألماسات رخيصة اليوم ،ورخيصة جداً في نظري.. بعد أن أصبحت هذة المجوهرات معياراً لأهمية الأنثى هنا وهناك، وأصبح بريقها شعاعاً *لتهميش الأخريات في عالم الأهمية ، حينما كانت سبباً لإثبات الثراء الغير موجود أو للمباهاة بدلاً عن الزينة والمتعة . هؤلاء يمكنهم تحديد قيمتها عبر حسابات صغيرة ،كتكاليف أزياءها ومجوهراتها وأشياء أخرى ،وبعد التحقق من أنها ترتدي الألماس وليس غيرة ،فلو ثبت غير ذلك فمن الأفضل أن لا تستمع إلى ماقالوه وراءها .! تحدث أشياء مماثلة أيضاً حينما يحاول أحدهم الزواج ، فوجود الألماسات الكثيرة وباهظة الثمن ضمن هديته الأولى *هي مايجعله زوج رائع بنظرهم .. لايهمهم إطلاقاً ماهي النتيجة التي سيتكبدها جراء توفير هذه المبالغ التي كان بإمكانه تحويلها إلى الأساسيات ، أنني لا أعرف كيف تسخر بعض الأمهات أو القريبات من هدايا العريس، رغم موافقتهم المسبقة على إنسان لايملك أصفاراً كثيرة *في حساباته البنكية ، ولا أعرف لماذا لم يزوجون ابنتهم من صاحب أصفار ! أنني لست ضد هذا الشكل الجميل من أشكال العيش والحياة ولكن حينما نحصل عليه ونصل إليه ،فمتى سنعيش دون أن نحاول إخفاء حقيقتنا؟ هناك من يقاومون حقيقة مستواهم المادي العادي ،وهناك على الجانب الآخر من يظنون بأنهم يتمركزون في الكون فقط لأن أرقامهم أكبر وأعلى ،إنها مقاومة تظهر حينما تقترض إحداهن أموالاً طائلة لتحاول إثبات مالايمكن إثباته ،حينما تشعر بأنها مظطرة إلى إقتناء مالاتملكه عبر هذة الديون الثقيلة لشراء المظاهر وحدها . ويستمر الضغط الإجتماعي المغرم بمظاهر المال ليجبر هؤلاء على ممارسة الثراء الموهوم ويعجزون عن مقاومة هذا التيار ،أنني لا أؤمن بأن هناك علاقة حب تربط بيننا وبين الأشياء التي لانملكها بشكل حقيقي ،إن الأجمل من كل هذا هو محاولتنا للوصول إلى الثراء *تلك الرغبة المشروعة ،أو أن نقبل بأنفسنا ونقدمها كما هي دون تزييف. متى سيفهمون*بأن الترف والرفاهية التي يرونها على وجه الآخر هي زينة أنعم الله بها عليه ولكنها لاتعني إطلاقاً هامشيتهم وحقارتهم ...كونهم لايملكونها. تنتابني إبتسامات خفية حينما أرى بعضهن يتفاخرن بساعاتهن باهظة الثمن ولا يُجدن ارتداءها بصمت ،**كنت ابتسم حينما أرى اسم العلامة على معصمها ، وأشعر بأنها مجرد مستهلكه ورقم يشكل جزءاً من مليارات هذة الشركة اللامعة التي أعتبرتها أجدر بأن تفتخر بنفسها إذا كان لابد من الإرتفاع فوق الآخرين.* لقد تذكرت حكاية مخرج أمريكي شهير بالغ الثراء، ترك قصره الكبير الذي كان بمساحة آلاف المترات* واختار أن يسكن شقه صغيرة ،لقد فسر هذا التحول بعبارات بسيطة ،يقول فجأة وجدت نفسي في مكان واسع جداً وصلت إليه بعد مراحل من التنويم المغناطيسي الإجتماعي الذي فرض علي بأن أعيش بمساحة تتماشى مع أرصدتي ،ولكنني وجدت نفسي غير سعيد على الإطلاق بهذة الأشياء التي لم أختارها وغير سعيد لأنه ليس المنزل الذي أحتاجه فعلياً، فأنا أحتاج إلى السعادة الداخلية التي تكتمل بتطبيق قناعاتي بغض النظر عن ماتكلفه من أموال .وفي الأخير كان يقول كيف يمكنني أن أعبد الرب والمال في وقت واحد. ! (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، هكذا قال عنه المولى ، إنه زينة الدنيا، جواز المرور إلى جنة الأشياء الثمينة، وعبور القارات ،وعيش الحياة الجميلة ،وإسعاد قلوب الآخرين ، إنه زينة حياة العقلاء ، ولن يكونَ يوماً مؤشراً للكرامة والإنسانية.* فلسفة النهاية المال ليس لمن يملكه إنما لمن يحتاجه... هيباتيا الصغرى ....