تكتسب الامم والافراد خبراتها من الاحداث الحياتيه التي تمر بها فيتكون لديها رصيد من المعارف المختلفه تغذي الفكر وتصقله في بناء الخطط والتعاملات مع الواقع. كتب لنا اليوم ان نعيش مع احداث ودروس متعاقبه افرزتها الثورات العربيه جعلت كل الامم على هذه الارض تتابع وهي مندهشه من هذه السرعه في تكون هذه الثورات وسقوط الانظمه. فماهو الوقود الحقيقي الذي جعلها تتوحد وماهي الرايه التي رفعت. ان المتامل لساحات الثورات في الدول التي سقطت انظمتها والمقبله على السقوط يجد بان هناك راية واحده رفعت فجاهد الجميع تحت لوائها على اختلاف مشاربهم ومدارسهم الفكريه وانتمائتهم العقديه فراينا المسيحي مع المسلم والعلماني مع السلفي والمتحجبه بجانب المتحرره وقودهم المحرك لتضحياتهم التي قدموها والنظام الحاكم لحياتهم الجديده الذي يطالبون به هو جعل العداله هو المنظم لواقعهم الجديد في دلالة واضحه وبرهان اكيد على انهم متعطشون لها بعد ان عانو من ويلات التزاوج الشيطاني بين السلطه والدين والمال والسياسه في انجاب انظمة متهالكه تعتمد على القبضات البوليسيه في اسكات الشعوب وتكميمها متخلية عن جبهتها الداخليه في تزويدها بسلاح الشرعيه المنجبه للقوه والبقاء فانكشفت ثم سقطت 0 لقد عانت هذه الشعوب ويلات القهر والذل وهي تشاهد تلك المجتمعات الغربيه التي تعيش في واحة من الديموقراطيه والاستقرار النفسي والاجتماعي تحت انظمة علمانيه عادله مما يجعلنا نضع امامنا الحكمه القائله بان الله ينصر الامة العادله الكافره ويهزم الامة المسلمة الظالمه لهو الدليل على ان العدل هو الضامن للبقاء والاستقرار وتنفس الكرامه الانسانيه الحقيقيه وان ما نتعامل به من ديننا الحنيف اليوم خاليا من بعض الفضائل والخصائص المهمه والضامنه للتماسك والانتاج والابداع 0 ان ويلات الاستبداد والجفاف من القيم الاصيله المحركه للشعوب الضاخه للانتماء الحقيقي جعل هذه الثورات تعلن فسخها لكل انتماء لا يتشكل وفق العداله والمساواه انها دروس وخبرات مستفاده يجب ان نطبقها في كل جوانب حياتنا لتصبح هي معيار قياس مستواء الاداء للافراد والمجتمعات0 فهد بن سعود العجلان [email protected]