الصحافة والإعلام صحافة أولى: أسموها السلطة الرابعة فالسلطة الأولى تشريعية والثانية قضائية والثالثة تنفيذية أما الصحافة فهي سلطة رقابية ناقده سلطة رابعة رسمية اجتماعيا وأخلاقيا, سمح بها ولي الأمر لتؤدي هذا الغرض وتمارس سلطتها على السلطات الثلاث السابقة جميعا يكتب فيها المواطنون همومهم وآمالهم وتطلعاتهم وانتقاداتهم وكذلك يعبرون فيها عن مشاعرهم المختلفة فالصحافة أولا وقبل كل شي هي صوت المواطن ورقابة على تصرفات المسؤولين لذلك إذا سيطر المسؤولين على الصحافة وبدا أن من يكتب فيها هم في الغالبية من المسؤولين ستفقد هذه الصحافة سلطتها وتفقد وظيفتها الأساسية لأنها ستتحول إلى مذهب ( كل شي تمام طال عمرك ) ليس غريبا أن تتناول إحدى الصحف استطلاعا لآراء المسؤولين أو تترك لهم المساحة للتعبير عن مشاعرهم بتقرير مستقل لكن من غير المقبول أن تكتب الأخبار باستقائها من المسؤول ومن يعلق عليها أيضا مسؤول وان تكتب المقالات من قبل المسؤولين وتتحول الصحيفة إلى صحيفة مسؤولين وليست صوت مواطنين هذا برأيي يتناقض مع مفهوم الصحافة ووظيفتها الأساس ثم إن في ذلك غشا لولي الأمر وإبعادا له عن معرفة واقع الناس وحالهم. إعلام ثاني: لنناقش حال الصحافة أو الإعلام عموما خلال الفترة القريبة فالملاحظ أن الإعلام الحكومي لم يكن بمستوى الحدث وكان تعامله خلال الفترة الماضية تقليديا للغاية لم يكن هناك جهد واضح للتوعية والتحذير من الفتنة بل كان التصرف باللجوء إلى العلماء بعد أن كانت بعض الصحف تنال من أعراضهم وتلمزهم بالألقاب وتتهكم على بعض فتاواهم لكن الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى على أن وفقنا لتجاوز فتنة عمياء ولو نظرنا للأمر بمنطقية وتذكرنا المثل القائل (ما ينفع برها نهار الغارة) لربما كانت النظرة تشاؤمية فمن غير المنطقي أن يترك الناس ليتشربوا أفكارا هدامة على مدى من الزمن, ثم يأتيهم (بعد أن تشكلت أفكارهم) من يقول لهم أن الحق غير ما يعتقدون, ويريد منهم أن يستجيبوا سريعا. الخطاب الديني المعتدل الذي هو على منهج السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح لا يجده إلا من بحث عنه, أو لا يظهر في الإعلام إلا في الأزمات وهذا حسن, لكن المفروض أن يكون هذا الخطاب ظاهرا في كل وقت وأن يكون صوته عاليا. وأيضا الملاحظ خلال الفترة السابقة أن الساحة الإعلامية قد تركت لقناة الجزيرة القطرية دون منافسة جادة أو قوية. ولسنا هنا بصدد نقد لأداء قناة الجزيرة. بل المقصود يا وزير الإعلام أن أمن الوطن والمصلحة العامة أهم من القنوات الثقافية, والاهتمامات الأخرى. لا بد أن من إعادة تشكيل القائمين على الصحافة والإعلام وأن يكون الصوت الظاهر والأبرز هو صوت العقل وصوت استشعار وتغليب المصلحة العامة. أ. مرضي بن مهنا المهنا