منابر الجُمع أين ذهبت تعتبر منار الجُمع من أكثر الأماكن حرصاً وحضورا وأقل الأماكن تفاعلا وقبولا ذلك أن غالبية من حظي بشرف المنبر لم يستفيد من علوه على المصلين وإنصاتهم له بكل أدب وخشوع منبر اعتدنا على مواضيعه وإرشاداته التي يعرفها الصغير قبل الكبير حتى انك تعرف موضوع الخطبة قبل أن تحضر , لأن بعض الأئمة لا يكلف نفسه عناء البحث والتقصي لمشاكل مجتمعه وقضاياه الحساسة أقتصر على شراء كتب وطباعة خطب وطبق قاعدة المنتديات ( نسخ لصق ) حتى أن البعض يقع في حرج وهو يقرأ كلمات لا يعرف حركاتها فيخطأ في لفظها . منبر مات على يد أناس ليسوا أهلا للعلو على مصلين جاءوا لأجل العبادة والفائدة منبر قد كان صوتا لعلاج قضايا إسلامية وطنية اجتماعية نفسية . ونجد الكثير منهم متعالي في طرحه وأسلوبه حتى في نبرة صوته . لا يعرف أدب اللقاء واحترام المستمع الحاضر مع أن هناك أناس أعلا منه قدرا ومكانه من المصلين ,لم يتدرب على تنوع الأسلوب فهناك الطفل والشيخ والجاهل والعالم . أين وزارة الشؤون الإسلامية من التدريب والتطوير ( لا بالحفظ والترتيل ) منبر مهمل ,مع العلم انه لا مكان لنشر الثقافة الإسلامية والطرح المتزن وعلاج قضايا المجتمع إلا من خلال منابر الجُمع , فالإعلام بعيد عن الاهتمام بالقضايا الدينية الاجتماعية النفسية بفكر إسلامي ؟؟؟ فإذا تجاهلنا منابر الجُمع وقسوة الإعلام, فأين مصدر التوجيه المتزن لمجتمعنا. على وزارة المساجد أن تلتفت إلى من هو أهل للصعود على منبر التوجيه والإصلاح وأن لا يقتصر اختيارها على كم حفظ وكيف يرتل . والغريب من بعض الأئمة أن طرحه سطحي لا يصل إلى الغاية المرجوة . ونحن وللأسف لا ندرك أهمية إفاقة الوعي الديني من داخل أنفسنا , الكل يعرف ما هو الحرام والحلال ولكن هل حركنا الجانب النفسي داخل الفرد ليتغير ويتعلق بالله ثم بوطنه ومجتمعه هل خطبنا منصبه نحو التعلق بفضل الله وقدرته وعظمته بالإعجاز القرآني وهل هو منصب في طرح تعامل رسول الله مع الرجل والمرأة والطفل والمسلم وغير المسلم , وهل هو موجه إلى حب الوطن والتضحية لأجله من نشر فضائله وأعماله الإسلامية والوطنية وبث مبدأ المواطنة واحترام قوانينه وتطبيقها , هل هو موجه للمجتمع بفرض أهمية كل واحد منا ما له وما عليه تجاه دينه ووطنه ومع من يعش معه ,أفكار ومواضيع لا بد منها في منابر الجمع ولنا في رسول الله قدوة حسنه فلو تمعنا في خطب رسول الله لوجدناها موجه للدين وللوطن ولقضايا المجتمع وهمومهم وعلاج كل ما يواجههم بأسلوب يفتقده خطبائنا من بشاشه وأناقة وأسلوب علمي وفن إقناعي , وبعض خطبائنا أسلوب واحد شخصية واحده صوت واحد هذه هي منابر مساجدنا .