بهندام وعباءة ومشية ملفتة تلفت انتباهك تلك المرأة وهي تتحدث بفكر وثقافة وحوار مع الآخر والرؤية التنويرية لمجريات ما يحدث من هضم للحقوق وتهميش للذوات والمطالبات بالمستحقات والفروض ،، تلفت انتباهك وهي تقول بكلمات مرصونة ومصفوفة ، تارة بأدلة وأخرى باستشهادات ، أن الزمن أثبت وأن السنين لها حديث آخر ، فامرأة الأمس ليست هي امرأة اليوم .. سحرٌ من كلامها عندما تأخذ نفساً أنثوياً في برنامج فضائي لتكمل بكل ثقة نحن مللنا من إيقاع الأطر والحدود والمنهجية المتبعة المقيتة ،، أنا كامرأة سعودية وغيري من النساء مازالنا نعيش تهميشاً في الواقع ومازلنا نبحث عن كرسي مستحق حرمنا منه سنين طويلة ،، تشارك في المنتديات والندوات .. وتراها تارة في التغطيات الإعلامية وأحياناً كاتبة ومصورة وفي المهرجانات ضمن لجنة استقبال الضيوف وفي حين آخر مشرفة في منتدى .. لا تمانع في صورة جماعية يتوسطها رجال ولا مشكلة في جلسة إنفراد مع عضو لجنة ضمن مهرجان تسويقي أو حملة إعلانية أو خدمة توعوية .. تقف صامتاً في لحظة تأمل ويقف العقل في لحظة تفكر عندما يتبين أنها غير سعودية وأنها أصلها في غير هذا الموطن .. وأنها قضت أيام طفولتها وشبابها في خير هذه البلاد فكيف تقسو على نسائه وكيف تتكلم باسم المرأة السعودية وقيمها ومبادئها ورؤيتها للمستقبل .. المرأة السعودية تنقصها أشياء كثيرة كغيرها من نساء العالم لكن مشكلتنا مع أنفسنا وملفنا خاص بنا لا يملك أحد أن ينادي أو يطالب بحق الغير وهو مستوطن أو متسعود .. وإننا بلد نملك قيادة وعلماء ومفكرين ومثقفين ليسوا محصنين عن الخطأ لكنهم يسعون للتغيير والتطوير والتعايش مع الواقع وهم أدرى وأعلم بحق المرأة وحق صيانتها والمحافظة عليها ويملكون قناعة كاملة أنها ركن ركيز في تربية جيل بأكمله في تواجدها في المنزل كمربية و في المدرسة كمعلمة وفي عملها كقائده وفي المناسبات الوطنية كمشاركة تحت مظلة شرعنا وديننا وأخلاقنا وعاداتنا التي لا تتناقض مع الواقع بالمشاركة مع الرجل بحدود المنطق والعقل . إن من حق أي سيدة أن تنتقد ومن حقها أن تقول لكنها لا تملك أن تتكلم بانتمائها وتعبر بصفتها سفيرة لوطن لا تملك فيه إلا إقامة مؤقتة . في الوجه الآخر نرفع القبعة إحتراماً لسيدات من بلاد عربية كان لهن أثرن فاعل وبصمة واضحة .. وقدمن لنا جيلاً متعلماً في جميع المراحل التعليمية وتعايشن مع شرعية هذه البلاد وعاداتها وتقاليدها ووجدن في هذه الأرض جواً صحياً عبادياً وبركتاً في الرزق بمصداقية في العمل وتركيز على الذات .. إن كل مرحلة تاريخية لها قضاياها التي تحتاج إلى طاولات نقاش ولها أوراق عمل تحتاج إلى فرز وقراءة وقرار ليكون الناتج ( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) . سليمان بن سلطان العرفج مخرج تلفزيوني [email protected]