كنت أشك، وأتعجب من تلك الأرباح الوهمية التي أسالت لعاب الكثير من بني قومنا ، وما زلت أعتقد أنها مجرد \"تلبيس طواقي\" كما يقولون، إلا إن النظام المهيب، والفكرة العظيمة \"ساهر\" أثبتت لي خطأ هذا التصور، وأنه يمكن لدراهم معدودة أن تجلب الكثير من الدنانير، ولكن لابد من لمسة مباركة ، لا تكون إلا لمن يراد له البركة!!! أفترض أن كاميرا \"ساهر\" تشترى بقيمة لن تتعدى خمسة ملايين ريال شاملة للسيارة وللسائق- إن لم تكن أقل من ذلك بكثير- وعائد الكاميرا الواحدة التقريبي على ذمة الدكتور يوسف بن أحمد القاسم في الشهر الواحدة25920000.ريال تقريبا وبذلك يكون الربح بعد حسم قيمة التكلفة المذكورة ،ونصيب الدولة هو10460000ريال بنسبة ربح شهري 209% تتضاعف كل شهر لتكون في نهاية تسليم المشروع ثمانية وأربعين ضعفا للكاميرا الواحدة!!! إنها أرباح منهكة بحق لمن يدفعها،ويزداد الألم حينما تعلم أنه ورغم الحذر الشديد إلا أنه بالإمكان أن تكشح الفلاشات سيئة الذكر في وجهك رغم السير المعقول في الميدان الفسيح وحينئذ يجب عليك المبادرة بسداد المخالفة،وإلا فالمضاعفة لك بالمرصاد، فإذا ما تنفست الصعداء جاءتك أختها لا مرحبا بها ،وإذا وصلت البيت استقبلك السائق والأولاد ببئس وأخواتها ،وستضطر للتأخر عن السداد بحجة الإعسار المؤقت لينفق راتب الأسرة في تلك المخالفات التي توسّع أرباب ساهر فيها بحجة التأديب والتعزير بالمال رغم تشديد الفقهاء وتحذيرهم من توسع أصحاب الشأن بأموال العامة ، وخطورة الإيعاز للجهات الأهلية بإيقاع وتنفيذ العقوبات والجزاءات على العامة الأمر الذي سيؤدي لا محالة نتيجة مضايقة الأسر بمعيشتها إلى انتشار السرقة من المال العام بحجة الظفر بالحق المسلوب،وينتشر التسول لسداد تلك المخالفات، كما ستظهر سلبيات نحن في غنى عنها ، وشر هي من سلبية تلك المخالفات التي يؤلمنا ما هو أقسى وأولى منها. يا ترى من هو صاحب الفكرة الذكية ؟ وكيف استطاع ترسية المشروع على منشأته؟ إنه لذو حظ عظيم!! -على الأقل- وحتى لا نصاب بفوبيا الفلاشات الزرقاء، أليس من حق الضحايا المغلوبين أن يكون لهم نصيب من تلك الأرباح بأن يدرج سهم ساهر في سوق المال أسوة بشركات الاتصالات فيكون هذا النظام للمواطنين وعليهم بدلا من اختصاص صاحب الحظ به دون غيره ؟ طبعا لم أكن جادا في هذا التساؤل بقدر ما أهدف إلى أن العائد الربحي للشركة صاحبة اللمسة المباركة ملفت للنظر، وموجب للمراجعة، لاسيما وأنه خلق من كل أطياف المجتمع السعودي مخالفا ومعرضا لسهام سئ الذكر \"ساهر\" فطبعت الفلاشات وجوه الشيوخ قبل الشباب، والحكماء قبل السفهاء، وبتقديرها أنها قد فازت فوزا عظيما ،ولكن بئس الفوز حينما يكون على حساب المستضعفين الذين يؤدون الغرامة عن يدٍ وهم صاغرون... * ماجستير في السياسة الشرعية. * عبد العزيز بن عبد الرحمن الشبرمي