استمتعت كثيراً بزيارة للمخرج المسرحي صبحي يوسف .. واستمتعت أكثر عندما يجمع الإنسان بين خبرة مهنية وملخص عمر مديد ..يتجلى ذلك بشعرات بيضاء تغازل شعرات رأسه .. ل تخبر عن نفسها بعمق تجربة وملخص زمن ، فكيف تستجر الحديث لتأخذ أكبر قدر من التجارب .. دخلنا في زنازين ومواضيع كثيرة وفتحنا ملفات عديدة ..قال في إحدى فواصل الحديث وهو يخفض صوته ليشكل بتعبيراته بداية مشهد درامي .. شوف هو مثال يلخص حديثنا .. هل تعلم أن توقيت الإشارات لا يستحقها المواطن . ؟ لماذا ؟ ليس عندنا أدناة اهتمام أو تنظيم أو تفكير بمسألة الوقت ، بمعنى أن المواطن لم يأتيه هذا الشيء من جراء ضغوط ثقافية أو اجتماعية أجبرت من يهمه الأمر لوضع هذا التوقيت انسياقاً مع قيمه .. إنما هي أمور تكميلية لمحاولة في التحسين والتجميل .. ف هناك أمور تعطى وتبذل والفرد أللذي يشكل مجموعة من الناس وهم بالنهاية مرآة المجتمع ، لا يفقهون ولن يستفيدوا من هذا التطور لأنهم لا يملكون الأدوات اللازمة لتطوير أنفسهم ، فضلاً على أن يستفيدوا من التغيرات الخارجية .. قلت أليس من بيده الأمر هو المسئول عن التشكيل الثقافي للفرد وهو يمثل دور الأب مع أبنائه ؟ .. وهل قام رأس الهرم بدوره الصحيح ؟ قال دعنا نأخذ مثالاً .. كم عمر اكبر الدول تطوراً ؟ وكم عمر هذه الأرض التي تعيشها ؟ قارن بين التطور هنا وهناك ..ولا تنسى عمرك القصير بهذه النهضة القائمة .. في النهاية يبقى أن دور الفرد ليس إستثنائيا بل رئيسياً لأنه هو المسئول عن نفسه حتى لو وضع الأب له جميع الإمكانيات وهيئ له الأجواء فمن الممكن أن يشكل نفسه وقد يكون هامشياً لأنه لم يحدد ما يريد .. دخلت بأجواء الفكرة وأكملت .. بأننا ولدنا مسلمين وعشنا بأجواء إيمانية صحية .. لكن يبقى تأصيل الفرد لنفسه وإحساسه بمهنية البناء ك قوله صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق صدقة ،، كيف يعي الفكر الإنساني هذه الرؤية لبناء مجتمع صالح بدايته فرد يميط أذى عن طريق ومن هنا تكون مهنية الصناعة .. إن من يتحدث كثيراً في إيقاع التغريب والغربة والتخويف من العدو وإيصال العامة والناس إلى مرحلة القنوط وأن العدو متشبث بنا حتى في فرشنا وينسى قصد أم لم يقصد أن التاريخ سجل القوة والتمكين لمن حفظوا الدين بأرواحهم وقلوبهم وركزوا على البناء الداخلي للفرد وصنعوا من قيمة وأخلاقه مرآة وصورة للإسلام الحق فكان التأثير من دون تأثر ، لأنه منهج قائم لما يملكه البشر من مقومات ،، إننا بحاجة أن نوقف سوط النقد الخارجي ونركز على نقد أنفسنا الداخلي بكل واقعية ل تصحيح الأخلاق وتنقية الأرواح وبناء العقول والتنازل عن الانتصار للنفس بكبح جماحها لكي لا تخرج عن دائرة العبودية فتدخل في دائرة الدنيا والصراعات والاحتقان من الغير ،، إنها قيم في التصحيح ملئت رفوف المكتبات من جميع التوجهات ، وقد وجدت لدينا من محمد صلى الله عليه وسلم منذ قرون مضت في ملخص سطور وكلمات ل صناعة فرد وأسرة ومجتمع ودولة صالحة تملك زمام القيادة لأنها تحسن توظيف البشر . بالعموم كانت نقطة اختلاف بين تغيير خارجي داخلي ، وفي المشهد الأخير أصبحت نقطة اتفاق ، تبعه صمت وسكون .. لتدخل الآية القرآنية خير ختام لتأصيل فلسفة ماجرى من حديث .. ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سليمان العرفج