على مستوى الصحافة انتشرت مؤخرا الانتقادات الحادة لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإبراز الممارسات الخاطئة وتعميمها كأسلوب مسلم به وكأنه واحد من منتهجات الهيئة واقتطاع وابتسار النصوص التي تخدم وجهة النظر الجمعية الأمر الذي معه الكتاب يتنادون مصبحين عند أدنى ممارسة بتكثيف وتأزر حضوري كبير جدا بما يشكل ظاهرة أو تظاهرة إعلامية ضد أي ممارسة جغرافية أو تاريخية للهيئة ، وهؤلاء المتنادون هم المسترخون ليس أمام إبراز الجهود الحقيقية للهيئة فهذا مالا يتوقع منهم أصلا ولكن في تسليط شيئا من الضوء على أجهزة أخرى لها مساس بحياة الناس اليومية ومعاشهم ومستقبلهم وسلسلة عريضة من ممارسات متناثرة يندى لها الجبين . الهيئة ليست حرم قداسة لاتنتقد وليست منزهة عن العيب والخطأ والمنتسبين لها ليسوا ملائكة ولا معصومين .. ولكنهم ليسوا في الأرض وحدهم . الهيئة لها دور أمني واجتماعي وأخلاقي وتوعوي جلاه صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وفي حينها سكتت الصحافة و توقفت الحملة الشرسة على الهيئة والآن تعود بصيغة أخرى . فلماذا هذا الطرق المستمر وتضخيم الأمور وإعطائها أكثر مما تحتمل ؟!! ولماذا الهيئة في الجانب الآخر تسارع في التعاطي المربوك مع أدنى حادثة ؟ وأين المتحدث الإعلامي للهيئة الذي يحسن التعامل مع الصحافة والإعلام ويبين الحقائق ومساراتها بعيدا عن الإنشائيات والاجترارات والتداخلات ؟!! حادثة من شخص في حائل يمثل الهيئة صحيح لكنه لا يمثل نهجها .. صاغها الإعلام الصحفي وتناقلها الكتاب تندرا وتشفيا وتباكيا على مستوى كبير حتى وصل التهكم في إحدى الصحف الخليجية ليطال الإنسان السعودي وكرامته وكأنه خلق ليعيش تحت عباءة ثلة من رجال الدين الذين يحرمون البراقع لأنها فتنت محمد عبدة يوما ما !! . المجتمع السعودي تنامى وكبر وانفتح على العالم وانتقل بوثبات وليست خطوات غير ان كثيرا من الأنظمة لازالت تخب في مربع أجوف تعداها الزمن وتجاوزها الإنسان ومع ذلك هي مواد باقية صالحة لم تنالها يد التغيير ، أنظمة القضاء والخدمة المدنية و وو ، وأجهزة أخرى أظنها تسير بلا نظام أو تنظيم غير اجتهادات مرصودة ساهمت التجارب في رصدها والتي أظن أن من ضمنها جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. الهيئة بحاجة إلى إعادة صياغة لأهدافها وتحديد أولوياتها ومعالجة أخطائها وتنمية مواردها البشرية .. وقبل هذا وذاك صياغة ميثاقها الأخلاقي وتحديد القيم التي تتعامل فيها مع الناس ..وصياغة خطة استراتيجية لها ذات منهجية واضحة بناء على منطلقات ومعطيات وتوجهات مستخدمة التحليل البيئي والمقارنات المرجعية كأساس لبناءرؤيتها ورسالتها وقيمها فهل ننتظر تغييرا ليس في حسبان أولوياته ( غطي عيونك يامره ) أ- سليمان بن عبد الرحمن الفايز