الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه جل شأنه وتقدس في علاه المنفرد بالبقاء القائل في كتابه كل نفس ذائقة الموت ) والصلاة والسلام على النبي الطاهر الأمين والسلام على جبريل القائل لنبينا الكريم : \" أحبب ماشئت فإنك مفارق وعش ما شئت فإنك ميت \" . بالأمس توفي والدي محمد بن عقلا العقلا ذاك المسلم الطاهر،البار بأمة وإخوتة الوفي الناصح لأبنائه وأحفاده، ولد في عام 1350ه ثم توفي والده وهو في سن السادسة من عمره، أصيب بالجدري حتى جهزوا له قبرا من شدة حالة لكنه اللطيف الخبير شفاه ثم فقد إحدى حبيبتيه وتأثر وجهه وصبر واحتسب ولم يمنعه ذالك من العمل, فقد عمل بالمطقة الشرقية خمس سنوات ليرجع بعدها إلى بلدتة ويعمل بالزراعة،ويلازم إمه بارا بها حتى وفاتها عام 1413ه,كان يختم القرآن أربع مرات في الشهر وكان يقوم الليل،ويعتكف العشر الأواخر من رمضان بجوار الكعبة المشرفة،أدى فريضة الحج مايقرب الأربعين حجة ،صاحب معروف يبذل الخير،يسعى في حاجة أخية, وقد تعرض للظلم في أواخر حياته فصبر وسامح وغفر ولم يكن مؤذيا، محبوبا من الجميع يصل رحمه وفيا لأصحابة ،خرج في الثالت من رمضان قبل ثلاث سنوات لأداء صلاة العشاء في جماعة المسجد فحصل له حادث أثناء خروجه, جلس خمسة ايام في المستشفى وهو بخير ثم دخل بغيبوبة نتيجة نزيف في الرئة،تم نقله بعدها للرياض وبعد ثلاثة اشهر فاق لكنه أقعد ولازم السرير ثلاث سنوات ، ماشكى قط صابرا محتسبا وراضيا بقضاء الله وقدره,كم كنت أمازحه فيبتسم , يسأل الزوار عن آبائهم وأمهاتهم وأحوالهم كل ذالك عن طريق لغة الشفايف لأن فتحة الهواء حالة دون نطقه رحمه الله زرته انا وامي في العناية قبل ايام سلمنا علية وقلت هذه امي اضحك لها فتبسم ابتسامة جميلة ,قلت: وانا؟ فأعطاني واحدة والله إني لأجد حلاوتها حتى الآن، بعدها بيوم دخل في غيبوبة دعوت الله إن كتب له الأجل أن يكون يوم الجمعة ,والحمدلله استجاب الله دعوتي وقبض روحه في هذا اليوم المبارك,وأديت عليه الصلاة ظهرا في جامع الراجحي وعصرا بجامع الهلالية الذي لم يشهد جنازة مثلها من قبل ,فلك الحمد ياربي أن سقت هذه الجموع الغفيرة من المشيعين مما كان له أثرا في تخفيف مصابنا, رحمك الله ياأبي وغفر لك وأنزلك منازل الشهداء والصالحين . لفقدك وحشةفي كل قلب ومثلك ياخليل الروح يفقد فخلتك نحو دار الخلد تسمو وروحك في قنادلها تغرد تحف بك الملائكة في جلال تسبح بإسم بارئهاوتحمد ستبكيك المساجد كل يوما وكنت بساحها الداعي المسدد هو الموت الذي لابدمنه فإما اليوم يخطفنا او الغد وعضت الناس حيا ثم ميتا فما اقسى الوداع يامحمد ابراهيم بن محمد العقلاء