حاولت أن أبحث عن موقف ما لوزارة التربية والتعليم ممثلة بالتوجيه والإرشاد حيال موقفها من تطعيم الأطفال (الصف الأول) بالمدارس والتي كشرت عن أنيابها بإطلاقها للحملة من بداية هذا الأسبوع ( وهي بالمناسبة جرعة في الفم وإبرة في عضل اليد والورك ) فلم أجد شيئا من ذلك ، عدا مقالات فردية غيورة ، غير رسمية ملئت بالخوف والقلق والنتيجة النفسية السلبية المتوقعة على بعض الصغار ، والدعوة لتسجيل موقف للمدارس بهذا الخصوص ، مع التصريح بدعوة للوزارة بإعادة النظر في هذا الأمر . الغريب أن وزارة التربية والتعليم تهيئ طلابها في الصف الأول الابتدائي وتستقبلهم بالعديد من البرامج الترفيهية والتعريفية بمدارسها الابتدائية عمومَا ، لمدة أسبوع كامل وهو ما يسمى (بالأسبوع التمهيدي) حتى إذا استكان الأطفال وكسرت كثير من الحواجز والتصورات السلبية أمامهم ، وذهب خوفهم وهلعهم من النمط الدراسي الجديد على حياتهم ، وسرى حب المدرسة في نفوسهم ، هُدم ذلك كله بدخول فرق مراكز الرعاية الصحية على المدارس !! ولك أن تسأل عن هول الصدمة على أولئك الأطفال ، والذين لم ُتشعر أسرهم غالبا ، ليتداركوا ما بوسعهم لأجل أبنائهم ، والتخفيف من هلعهم ، أو بتطعيمهم في المراكز الصحية مباشرة ، قبيل إعطائهم تلك الجرعات داخل مدارسهم ، والذي أصبح إلزاميَا أو شبه إلزامي داخل مدارس التربية والتعليم بكل أسف !! أعرف أَسرا – وأنا واحد منها – ظلوا يهيئون أبنائهم لدخول هذه المرحلة الحرجة منذ الصيف ، ليفاجأوا بهذا التنظيم والترتيب الأعوج لعملية التطعيم والتي يستطيع من له أدنى دراية نفسية واجتماعية أن يعدد سلبياته على الطالب الطفل ، والصدمات النفسية والاجتماعية عليه مستقبلا ، جراء تندر زملائه وسخريتهم به عند صراخه وبكائه ، وكون أحد هذه التطعيمات في المنطقة الحساسة من جسده وهو بعيد عن أمه وأبيه ... اتصلت وتحدثت مع مديري مدارس وآباء وأمهات ومرشدين لأستمع إلى انطباعاتهم حيال هذه الحملة ، فإذا بأكثرهم منزعجين ومتألمين إلى حد بعيد ، والأشد ألماَ .. أنهم لم يحركوا ساكنا أو يسجلوا موقفَا رسميَا ضد مثل هذه القرارات الغريبة والمتناقضة مع أدنى أساليب التربية ، وكأن الأمر قد قضي وانتهى ولا رجعة فيه فاستكانوا وسكتوا لتصبح عادة سنوية مشؤومة ، واكتفى بعضهم بالتمتمة والنقد السلبي والضجيج غير اللائق عند طرح هذا الموضوع أو خلف شاشات النت ، ولكي تعرفوا شيئا من هذا ناقشوا الأمر بجدية في مجالسكم ، أو طالعوا تعليقات القراء على خبر التطعيم هذا في بعض الصحف الالكترونية .. أختم لكم بمأساة لو لم يحصل إلا هي ، وكان لي من الأمر شئ ، لمنعت تطعيم الصفوف الأولية في جميع المدارس حالا ، وأعدت النظر بالإيحابية الوحيدة التي تتغنى بها وزارة الصحة وأوجدت لها ألف حل : سألت موظفاَ في أحد مستوصفات الرعاية الصحية الأولية المعنية بهذا الأمر عن موقفهم من الطالب الذي يرفض الإبرة ويصرخ ويرفس ؟! ضحك وقال : يحصل لنا ذلك أحياناَ ، وأذكر أننا أمسكنا بأحد الطلاب نحن وخمسة من الزملاء في العام الماضي حتى أنهينا المهمة !! رسالة أود أن تصل لوزارتنا الموقرة ، وإن لم تفعل شيئا أو تحرك ساكناَ فصلاحيات إدارات التعليم العديدة تمنحها الحق في الأخذ والرد وإيجاد الحل البديل من أجل حفظ أطفالنا من صدمات ونكسات نفسية يخلفها هذا العنف. ودمتم بود @ مواطن