نردد كثيرا ما كنا نسمعه من الآباء والأجداد من عبارات المدح اوالذم دون العلم بالمعنى الحقيقي لتلك العبارات أو أصلها ومنها عبارة ( بقلعة وادرين ) أو ( طس أو روح ) بقلعة وادرين أو بقلايع وادرين ومن سياق لفظها يعبر المتحدث عن سخطه وعدم رضاه وكأنها دعوة للذهاب إلى المجهول أو الذهاب بلا عودة , هذه المقولة أو المثل من الموروثات القديمة التي تتوارث عبر الأجيال وقد لا يعرف البعض منا أصل المثل ومن أين جاء والمعنى الحقيقي له , كنت كغيري ممن لم يعيروا أمرها اهتماما ولكن عندما وصلتني رسالة جوال تتحدث عنها ساقني الفضول المحمود أن ابحث عنها في الشبكة العنكبوتية وكانت المفاجأة أنها قلعة موجودة ولها تاريخ مشهود وتقع في منطقة تبوك وقد بناها الترك عام 1559 م عندما كانوا يسيطرون على منطقة الحجاز كمعتقل تجميع للمعارضين والمحكومين ومخزن للأسلحة وتتكون من دورين يحتوي الدور الأرضي على فناء مكشوف وعدد من الغرف ومسجد وبئر وسلالم تؤدي إلى الدور الأول وأبراج تستخدم للحراسة والمراقبة وتعتبر القلعة من المعالم الأثرية في المنطقة وقد تم ترميمها وتجديدها أكثر من مرة من قبل وكالة الآثار والمتاحف . وكانت القلعة سيئة السمعة فالداخل فيها مفقود والخارج منها مولود وتذكر الروايات أن من يدخلها فهو آخر عهده بالدنيا إما الإعدام أو المؤبد لذلك لم تأتي تلك المقولة من فراغ حتى أن الشعراء ذكروها في قصائدهم وهذا دليل على سمعتها السيئة وقد ذكرها الشاعر ابن جدلان في ختام قصيدة الرائعة عندما قال . المقبل تنفتح له دواليب القلوب..... والمقفي قلعة الوادرين اتودره . هذه قلعة وادرين التي أصبحت من المفردات اليومية للبعض وهي المقولة التي لا يعلم عن أصلها سوى المهتمين بالآثار أو بالأمثال الشعبية وبالمناسبة نحن نجهل الكثير من الآثار التاريخية الموجودة في بلادنا والتي تحكي تاريخ الأمم السابقة إما لقصور منا لقلة الاهتمام أو أن القصور يأتي من الجهات ذات العلاقة كهيئة السياحة والآثار وغيرها بعدم إبراز المعالم والآثار التاريخية بالشكل المطلوب ومن هذا المنبر الإعلامي المتميز أضع هذا الاقتراح بين يدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس هيئة السياحة والآثار وهو إنشاء قناة تلفزيونية تعنى بالآثار التاريخية والمواقع السياحة بالمملكة لتكون رافد من روافد الدعم الإعلامي للأنشطة السياحية والمواقع ألأثرية وتعزيز مكانة المملكة عالميا في مجال السياحة والآثار. للجميع التحية علي بن محمد العليان / الخبر