عندما تُستفز من موضوع عام،فحاول قدر المستطاع! أن تأخر ردة فعلك! حتى ترى أو تسمع ردود الأفعال من غيرك! والتي ستأتي حتماً، فلا تقع بمحضور وقعوا فيه!.. هذه نصيحة استمعت لها منذ زمن من رجل حكيم أستقي منه حكماً وتجارب كثيرة!.. مقدمة بسيطة استميحكم عذراً بجعلها مدخلاً لسطوري حتى لا أجد مستغرباً لتأخر الطرح أسوة باقدمية القضية!،وهي هطول كميات غزيرة من الفتاوى على أسماع وأنظار المسلمين. إلا أنني معني هنا بالفتاوى التي نالها نصيب الأسد من الهجوم المضاد،رغم أنها لاتختلف كثيراً عن غيرها،ممن مرت مرور الكرام ،إلا بشخوص المفتين فقط!. فمثلاً في فتاوى الإرضاع وتحليل الغناء من قبل الشيخين الفاضلين عبد المحسن العبيكان وعادل الكلباني،والتي أعقبتها ردود أفعال غاضبة وصلت مرحلة التشنج في معظمها! والتعرض لمقام الشيخين بأقذع الألفاظ!، وهنا أسأل المتشنجين (هل ما أتى به الشيخان من بنات أفكارهم أم من بعض علمهما الذي لم يصل له غالبية المنتقدين)،بمعنى هل ما أوردوه سواء بتحليله أم بتحريمه تحليلاً شخصياً أم أرفقوا أدلة من الكتاب والسنة تُرجح مايرون،مما يحتم الرد المناقض المقبول مشفوعاً بدليل يفند فتوى الشيخ،أو احترام ما أفتى به الشيخ والصمت . سأفاجئ من قرأ سابق السطور بأنني لست في صف الشيخين، بل بالعكس ما زلت متمسك ومقتنع بأن سماع الموسيقى لا يجوز حتى ولو كنت أستمتع بها!،وحال الموسيقى ينطبق أيضاً على الإرضاع، بيد أن من الضرورة بمكان أن لانلزم من يملكون العلم الشرعي أن يُفتون وفق ما (تعودنا) عليه لا وفق ما (يفقهونه) من علم!، والدين الحنيف كما يعلم الجميع نزل لينبذ الكثير من العادات السيئة لبني البشر، فظهرنا كمستفتين وكأننا نحن من نحدد بوصلة المفتي الفقيه! وليس علمه الشرعي الذي سهر الليالي من أجل تحصيله. ثم هب أن الشيخان غير رأيهما في مسألة دينية خلافية! هل نشزوا عن بقية العلماء؟ ألا توجد مسائل كانت محرمة قبل عقدين محللة الآن! أم أنها وافقت هوى معين! فلم تجابه بإنكار متشنج!. ألم تكن محاضرات أواخر الثمانينات الميلادية وأوائل التسعينات تحذر وبشدة من القنوات الفضائية (البث المباشر) كما تسمى حينذاك!، وها نحن نشاهد صقور ذلك التحذير يطلون علينا يومياً و أسبوعياً و شهرياً من منابر تلك القنوات المحرمة قبل عقدين!!.. ثم لماذا كان البعض إن لم يكن الكثير منهم وأيضاً في الثمانينات الميلادية يحثون شباب تلك الفترة بالذهاب إلى أفغانستان للجهاد ضد الاتحاد السوفيتي الذي كان يحتل أفغانستان، أما الآن فلا يحثون بل ويمنوا بالدعاء للأفغان الذين يعانون من احتلال أمريكا بلادهم منذ 2001م وحتى اللحظة! وقد ينعت من يجابه المحتل منهم بالإرهاب!! ولا يجدون غطاء دينياً ينفي عنهم هذه التهمة، وهنا السؤال الملح ما الفرق بين (محتل) سواء أكان أمريكي أو روسي!.. لو أسترجع أحد هؤلاء المتشنجين الصور الشخصية لبعض الدعاة قبل عقدين لما صدقوا أنهم هم أنفسهم من يشاهدونهم الآن فالذقون طويلة عكسها الآن ويكتسها المشيب بخلاف ماهي عليه الآن!.. فالأخذ من الذقن وصبغة الشعر من الأمور التي كانت لمن يذكر محظورة آنذاك! غير محظورة الآن!،كحال التعاون مع المطربين (الفسقة قبل عقدين) والذي يُرجى منهم الخير الآن! وأخيراً فتوى جواز (رشوة) مديرك بالعمل لتأخذ ترقيتك المستحقة!،أي الرشوة لدفع الظلم. إذن فالكثير من المسائل الدينية الخلافية لدى العلماء تغيرت! ومن غير فلابد وأنه يمتلك (أسبابه وبراهينه الدينية) التي نجهل معظمها،مما يحتم علينا قبولها أو رفضها بالحسنى دون تشنيعات شخصية كتلك التي طالت الشيخ عادل الكلباني في إباحته للموسيقى. تحمست كثيراً لخوض هذا الموضوع بعد اطلاعي على الهجوم الحاد وغير المقنع والفاقد في معظمه لحدود الأدب ضد الشيخ الكلباني والذي كان شجاعاً وهو ينشر التعليقات المسيئة تجاهه في موقعه الرسمي،ولعله بذلك فضح منتقديه من حيث لايعلمون!،رغم أن الشيخ باستطاعته أن يجعل موقعه منبراً لفتاويه وللمشيدين به فقط! كما يفعل غيره ممن يملكون قنوات فضائية خاصة أو برامج يومية أو أسبوعية،تنافح عنهم عندما يخطئون ! دون السماح بمرور أي مخالف لتوجهاتهم عبر برامجهم. هذا رأي أن أصبت فيه فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي والشيطان. ولكني أرجوا على من يختلف معي أن يتسع صدره ،فيبين لي مالفرق مثلاً بين فتوى أباحت سماع الغناء وأخرى أباحت أن تكون شخصاً راشياً! لتأخذ بها حقاً سُلب منك. عندما شارفت على نهاية هذه السطور ، علمت بالقرار الحكيم لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء فقط، فسرني كما الجميع وهذا تنظيم مُثمر للفتوى بلاشك،يقضي ولو جزئياً على الفوضى المستشرية في القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية جراء الفتاوى الكثيرة والتي يعقبها تعليقات سخيفة وبذيئة!، ولا أخفيكم أنني حرصت ساعة علمي بالقرار الملكي على تتبع مرئيات (البعض ) في الشبكة العنكبوتية على هذا القرار فوجدتهم مستبشرين وسعيدين ولكنهم في نفس الوقت يقولون هل فهمت يا كلباني!!، فهم لا يرون من المخطئين إلا عادل!. وقفة: إلى كل \"عالم\" يتعرض لهجوم بذيء! أعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قال فهو فيه فما ضر نهر الفرات يوماً ان خاض صبية بواديه \"الأمام الشافعي\" سلطان بن عبدالرحمن بن سليمان الفراج [email protected]