قبل فترة وجيزه استضاف مقدم أحد البرامج مديرعام المرور بمنطقة الرياض القائم على برنامج ساهر المروري العقيد عبد الرحمن المقبل كضيف أساسي , و بحسب طبيعة البرنامج كان في مواجهتة ضيوف آخرين دورهم يتلخص با نتقاد الضيف وابراز العيوب في النشاط الذي يعمل به , فكان من بينهم الصحفي والمفكر الاجتماعي , وبالطبع شاهد البرنامج كثير من المشاهدين فهم العنصر الاساسي والهدف المنشود للبرنامج , فمن أجلهم اعد ت الحلقه وأحضرالضيف , لأجل أن يطلعواعلى المعطيات السلبيه أو الايجابيه لهذا النظام المروري الوليد الذي اشتكى البعض بأنه سلب منه مافي جيبه بعد فترة قصيره من تطبيقه, وكذلك للا طلاع على الطرح الذي سيقدمه المسؤول الأول عنه في تلك الحلقه , والاستماع منه على الاستفسارات الكثيره المطروحه عليه ,ولعله أن يقع بين فكي مقدم البرنامج وضيوفه ليبتلوه بسوء فعله! فتطيب خواطر بعضا من اللذين أرداهم سوء الحظ في الوقوع بالأخطاء التي جرتهم للمخالفات المروريه فطالهم التطبيق الصارم لهذا النظام. أكاد أجزم بأن الكثير من المشاهدين من المواطنين هم من غيرالمؤيدين لنظام ساهر, وهم بلاشك يقفون في صف المواجهين للضيف ويصفقون لهم للاجهاز عليه , وكنت بلاشك من المنتمين لهذه الشريحه أي من المؤيدين لخلع هذا النظام ووأده في مهده ,! بدأت الحلقه وكان كل شخص قد أتى وقد احتشى , وتنفخت أوداجه, وعبأ نفسه متهيأ لينقض على الضيف ليضربه بالضربه القاضيه انتقاما للجمهور , فالقضية بالنسبة للصحفي دسمه وفيها مشاكل كثيره وهي حديث الشارع اليوم , فأعد كل شخص اسئلتة الهجوميه ليرمي بها الضيف وتهيأ كل مشاهد ليشفي قلبه بما سيداهم به العقيد من أسئلة قد تكتسح البغي والظلم ونظام الجبايه المشرع من قبل هذا القطاع المنتسب لوزارة الداخليه . طرح احد الضوف المواجهين سؤاله الناري الأول , الذي عقدت عليه الآمال في احراج الضيف , وما انتهى السائل, وبدأت الاجابه من قبل العقيد حتى سمعنا أمورا غائبة لم تكن في الحسبان , فتغيرت الرؤيه عند الكثيرين بعد سماعهم لأول الكلمات التي كان فيها اجابة شافية وافيه غير متكلفه , فكان أن قال اننا بعد تطبيقنا لنظام ساهر بشهرواحد عملنا احصائيه فوجدنا ان الحوداث المروريه قد انحدرت نسبتها من 80% حتى 20% , شئ مدهش حقا,,! وما انتهى رده حتى رأينا كلا من الضيوف وأحسب ان معهم المشاهدين يلتفت يمنة ويسره , يقلب عقله, ويراجع امره في موضوع ساهر, وكأنه يبدو متراجعا عن حكمه السابق عليه , بل ومصفقا لساهر ونظامه ومن قام عليه واستحدثه , فرأينا الوجوه قد استبشرت فانقلبت من حال الغضب والسخط لحال الرضى والسرور ابتهاجا بهذالانجاز الكبير حقا \" برنامج ساهر\". فتطايرت الاسئله المعده سلفا من رؤوس الضيوف ,وانعطف البرنامج انعطافة واضحه فاصبحت المواجهه تعاطفا مع الضيف بدل من الانقضاض عليه , وأحسب ان نفوس المشاهدين قد بردت , حتى ان الواحد منا قال في نفسه لاداعي لاكمال ماتبقى من البرنامج فهذا المؤشريكفي وحده لتبرئة ونجاح ذلك النظام , لماذا,,؟ لأننا قنعنا بجدوى نظام ساهر الذي يعمل على حماية المواطنين من بطش بعضهم ببعض. أوا ليس الذي أهلكنا وأضنانا وأتعب قلوبنا وجيبونا في هذا البلد هي حوادث السيارات ,! ان حوادث السيارات تلتهم من المواطنين اكثر مما تلتهمه الحروب , فالجيش الأمريكي وحلفائه أصابهم الذعر وطار صوابهم من قتلاهم اللذين هم مابين الخمسة والسبعة آلاف في العراق وأفغانستان على مدار سنوات عده, وفي ساحة حرب يحتمل فيها القتل , ونحن نصل لهذا الرقم في سنه واحده ولانبالي ! فكيف بنا والاحصائيات المروريه تقول بأن الحوادث تلتهم مايزيد على سبعة آلاف وخمسمائة شخص في السنه , أي مايقارب اثنان وعشرون شخص في اليوم , وبصورة أقرب بمعدل شخص كل ساعه تقريبا , وأن الاعاقات المستديمه تبلغ الف وخمسمائة حاله سنويا مابين شلل رباعي أو نصفي , وأن الكلفه الماديه لهذه الحوادث تبلغ العشرين مليار ريال سنويا . كما تشير الاحصائيات الى شئ مهم وهو أن 85% من تلك الحوادث سببها الأخطاء البشريه,,,! وهذه الاخطاء هي مابين السرعه الزائده في الطرق السريعه أو داخل المدينه , أوتجاوز الاشارات الضوئيه ,أو عكس الطرق ,أو التفحيط , أو الاستهانة بنظم وقواعد السلامه التي تخفف من المصيبه اذا ما وقعت كالالتزام بربط حزام الامان وعدم الاتصال بالجوال وغيرها . من الذي لم يفجع في يوم من الايام بموت عزيزعليه بسبب تلك الحوادث فكم من أرباب الاسر تفرقت اسرهم وعانت بموتهم في الحوادث , فترملت زوجاتهم وتيتم ابناءهم , أليس نظام ساهر في تلك الحال اهم.. وكم من الشباب أوالكبار اللذين يعانون الآن من شلل قد أصابهم , سيرافقهم طوال حياتهم , حيث سيعيشون مع معناة دائمه بعد صحة وعافيه زالت بسبب خطأ مروري اليس نظام ساهر في تلك الحال أجدى... وكم من الصغاروالنساء اللذين ظلموا بحوادث ليس لهم يد بها هم الا ان متهورا فجعهم بانفسهم , وهم يرقدون الآن في المستشفيات ترثي لحالهم اذا مارأيتهم . وكم من شخص أخطأ فأصاب حادثا مع آخر ولم يصب بأذى ولكنه خسر مبلغا يفوق طاقته فذهب ليستدين ليسدد قيمة اصلاح سيارةغيره ولسان حاله يقول ليتني انتظرت لساعات ولم ارتكب المخالفه. ان بلدنا يحتل مرتبة عاليه جدا من بين دول العالم في نسبة الحوادث المروريه فنحن نتفوق في الحوادث على بلدان تكبرنا في المساحات وعدد السكان لماذا ؟ لأن فينا خصال ليست في غيرنا, منها السماح بقيادة السيارات للشباب في سن مبكره فترى السائق منهم مستهترا بالنظام مستخفابه مما يجعله يودي بنفسه وغيره , والغريب انك ترى تلك الخصال تستمر معه الى ان يصل مراحل متقدمه من العمر فتكون السرعه ديدنه وعدم المبالاة بنظم المرورشعاره وهو في سن كبيره. ولاشك ان هناك فوائد وتغيرات ستعم في الشوارع سيستفيد منها سائقي السيارات والمشاه عند تطبيق نظام ساهر, منها ان الوفيات ستقل نسبتها عن هذا العدد المروعه وكذلك نسبة الاصابات والخسائر الماديه , كما انه سيزداد اطمئنان كل أم وأب واسره عندما يخرج ذويهم من سائقي السيارات من البيت وستختفي ظاهرة التفحيط التي قضت على الشباب وازعجت الناس , وقطع الاشارات, وعكس الطرق والوقوف الخاطئ سواء في المواقف غير المخصصه او الوقوف في المسار الايمن عند الاشارات والذي يحرم اصحاب الحق في الطريق من سلوك طريقهم . وأخيرا ان من سمع حديث العقيد المقبل حين قال بأن البرنامج قلل من الحوادث المروريه , وأجبر قائدي السيارات على عدم ارتكاب الاخطاء التي تؤدي الى الاخطار والأرقام المقنعه التي طرحها , علم فائدة \"ساهر\" ذلك البرنامج المروري الذي يرغب البعض في أن يشيعه في مهده . تركي الربيش. [email protected]