عندما تكون في بلد البترول الأول، وعندما تعلم بأن بلدك يكاد يكون الأغنى بين بلدان العالم والأكثر دخلاً، وعندما تعلم ان بلدك يعتبر من كبريات بلاد العالم مساحة بسكان قد لا يصلون إلى عدد سكان إحدى العواصم العالمية الكبرى.. عندها فقط ستكون على يقين بأن دخلك الشهري سيكون عالياً يتناسب وانتمائك لهذا البلد الكبير المعطاء، وستعلم بأن من أبسط حقوقك على هذا البلد أن تعيش فيه بكرم وعزة وشموخ.. إذ عليه أن يساعدك أن تعيش في مسكن ملائم فيمنحك أرضاً سكنية بمكان مناسب، ويمنحك قرضاً كافياً لتبني سكناً لائقاً بك كفرد من أفراد هذا البلد الذهبي، ومن البديهي ان يحصل ذلك وأنت في مقتبل عمرك وزهرة شبابك لا بعد أن تنغمس في عجاف سنينك.. بلدي الحبيب أعتقد أنك توافقني بأن هذا هو المأمول والمتوقع والأقرب إلى إمكانياتك العظيمة؟ في الواقع المؤلم والواقع العجيب الغريب أنك يا بلدي لم تحقق لأبنائك شيء من ما ذكر بل أصبحت في كثير من الأحيان عالة على مواطنيك ومضاداً لمصالحهم وأهدافهم.!! عفواً وطني لا اقصد انك ضد مصالح حميع مواطنيك ولكن اقصد انك ضد مصلحة المواطن العادي الذي يعيش دون امتيازات أو وساطات ودون تشريفات خاصة ودون اختراقات نظامية ولا غير نظامية... المخططات يا بلدي احتكرتها للتجار ذوو الايدي الطائلة والأسعار حسب سلطة الاحتكار.. الأراضي الخام بأمرك ممنوعة من التخطيط، والناس تحشر والأسعار تزيد.. المساحات المحيطة بالمدن الكبرى كلها مشغولة.. ليست مشغولة بالمصانع والمزارع التي تنفعك يا بلدي وتقوي اقتصادك ولكنها مشغولة (بالشبوك) التي تلفها وتحرّم حتى التنزه بها بدعوى أملاك فلان وعلان.. إلى متى يا بلدي تسمح لارهابيو العقار باللعب بك كيفما شاءوا، والى متى تسمح بأن تكون ضد مصالح أبنائك البررة؟ لماذا يا بلدي العزيز لا تشتري الأراضي الخام بالكيلو مترات وتقوم بتخطيطها أنت وبيعها بأسعار التكلفة لأبنائك البؤساء.. أليس هذا حل بديهياً لمشكلة السكن المفتعلة بداخلك؟؟ استغرب هذا الجفاء منك وهذا التشدد مع مواطنك البسيط مقابل التساهل والمراعاة للتاجر المحتكر..؟ هل هذا لأن التاجر هو من يسن أنظمتك ويفرض مصالحه دون غيره؟؟؟ أم أنك تخاف من التاجر ولا تخاف من المواطن البسيط؟؟؟ هل ترجوا من التجار ما لا ترجوه من البسطاء؟؟؟ أنت تعلم علم اليقين بأن من سيسكب دمه دفاعاً عنك عند الشدائد هم مواطنيك البسطاء فقط وأما تجارك المدللون فلن تجدهم يوم تبحث عنهم. بلدي العزيز.. ماذا تريد أن نعمل لك نحن البسطاء حتى تبادلنا البر وتنظر إلينا بعين الرأفة والتقدير ؟؟ أرجوك يا بلدي جاوب سؤلي ما دمت عزيزا.. الرسالة علي الحامد