!! عنوان متداول بشكل كبير بيننا نحن العامة،فعندما يكون الحديث عن شخصية تتسنم منصباً ما، وكانت هذه الشخصية تقبل الواسطة وتؤمن بها وتعمل بمقتضاها وتُسير الأمانة الوظيفية وفق هذا المصطلح فهو رجل خير وبالمصطلح الشعبي الدارج(فزعه) !!،أما من هو عكس ذلك فلا يؤمن بهذه الآفة ولا يُسير ما أوتمن عليه إلا وفق الأنظمة والقوانين الموضوعة فهو رجل (ما فيه خير لأحد)!!،حتى أن البعض يتجرأ وينعته (بالمعقد). عجباً لقوم يهتدون بهدي سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام جعلوا الخير مرتبطاً بمن يلبي لهم مصالحهم الخاصة ولو كان ذلك على حساب من هم (أحق!) ونزعوا الخير ممن لا يطاوعهم على تجاوز الأنظمة ولا يساعدهم إلا وفق ما تسمح به القوانين.. فما دمنا في مجتمع تعم فيه هذه النظرة فلا عجب من أن يأتي مسؤول ما في وزارة أو إدارة أو مؤسسة ما فيتحايل على الأنظمة ليستفيد قريبه غير المستحق على حساب غيره الأكثر استحقاقاً! لأن هذا المسؤول في النهاية ابن لهذا المجتمع، فحتى لو كان (غير مؤمن ومقتنع بالواسطة) ففي نفس الوقت لن يغامر بسمعته!! وسط أقاربه ومحبيه فيطلق عليه (رجل مافيه خير لأحد)! بل إنه سيسعى جاهداً في سبيل الحصول على اللقب الأغلى في المجالس والاستراحات! وهو (فزعة) سواء أكانت على حق أو باطل!. تنتشر لدينا الواسطة والمحسوبية بشكل أكبر لدينا نحن العرب! خاصة، ولست هنا جالداً للذات! ولكن المشاهد أن في الغرب حالياً الجميع سواسية عند سلطة القانون والنظام فهم يقدسونه ويبجلونه مما يجعلهم يطبقونه بحذافيره ولعله السبب الرئيس لتقدمهم،ليس كما هو التخلف لدينا! الآن!، فرغم نزول هذا الدين الإسلامي العظيم في أراضينا! وهو دين عدل ومساواة بحق ، ولو لم نزيغ عن منهاجه قيد أنملة،لأصبحنا في وضع أفضل منهم لا كما يحصل الآن من تفشي الرشوة و الواسطة وهذه الأخيرة تنتج فساداً في الغالب،لأن الأخذ والعطأ يكون حسب العلاقات الجيدة! وليس حسب القدرات الذاتية للمرء. لكننا للأسف ابتعدنا عن المنهج القويم لهذا الدين الشامل لكل مناحي الحياة،فطغت علينا عاداتنا السلبية،والتي نملك منها نحن العرب الكثير!! فباعنا طويل في كسر الأنظمة وعدم المبالاة بالقوانين، ونجد وبكل ثقة لهذا التمرد غير المبرر عدة حجج! ترفع عنا العتب عن ما اقترفناه!، فتجد من يحاج بأن هذه القوانين وضعية! وضعت من بشر يخطئون ويصيبون فلا حرج شرعاً بعدم الالتزام بها!،وآخرين يحاجون بأنه لماذا لا أستفيد! مادام الكثيرون يستفيدون من هذا المسؤول! أهي حرام علىّ! حلال لغيري!،وبالتأكيد ستكون مبرراتنا عكس ذلك لو وضعنا نصب أعيننا قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) المائدة \"105\" . المشكلة الأكبر أن لدى الغالبية قناعة تامة بأن الواسطة(آفة! ) ابتلي بها المجتمع،ولكن في نفس الوقت لانسميها كذلك! إلا في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ! ، ولكن في حياتنا العامة لا نألوا جهداً في سبيل البحث عن هذه الآفة لنسير بها مصالحنا الخاصة! ونسهل أمورنا الحياتية,لنختصر سلالم المجد العملية دون تعب أو كلل. أخلص من هذه السطور أننا نحن العامة لسنا بمنأى عن المسؤولية في نشر هذه الآفة بتعميم مثل هذه العبارة (رجل فيه خير) و (رجل مافيه خير) ، ونحن في نفس الوقت لسنا بمستثنين من الاكتواء بنارها في بعض الأحيان، وذلك عندما تكون واسطة غيرنا (أقوى!) فتصبح لدينا ازدواجية غريبة فأحيان نحمد ونجزل الثناء على من (ساعدنا) بهذه الواسطة! وأحيان أُخر (نلعن) هذه الآفة وناشريها! عندما (لاتنفعنا) في مقابل إفادة(الآخرين!!). في النهاية أن تساعد من يطلب منك المساعدة فهذا حسن وهو ما أمرنا به ديننا الحنيف ولكن في أمور خاصة مثلاً \"قرض مادي\" أو حتى دفعة معنوية، لا أمور عامة يترتب عليها إضراراً بالغير، وهذا ما يحصل للأسف عندما يتساعد مسؤول ما \"في حدود مسؤولياته\" مع قريب له دون غيره المستحق ولكن غير القريب!! فلو كان المسؤول محباً للخير لعمه على الجميع دون أن يخص القريبين منه فقط! فالدين يطلب منا أن نعم الخير لا أن نخصه.. ولكن ما يهمنا في هذه السطور تحديداًً أنه لماذا لايتساعد المجتمع مع هذا المسؤول فلا يطلب منه معونة غير نظامية أوغير قانونية أو غير مستحقه لوجود من هم أحق ،، عندما كتبت سطوري المتواضعة هذه لم أكن في وارد التحدث عن الأضرار المترتبة من هذه الآفة فقط، ولكني ألفت نظر الجميع لخطأنا نحن العامة، فنسمي من يتجاوز النظام من أجلنا! بأنه فيه خير\"فزعة\" وننزع الخير منه! عندما تكون \"الفزعة\" لغيرنا! أو عندما لايسمح بأي تجاوز على الأنظمة والقوانين من أجلنا!!.. في نفس الوقت عندما نتحدث عن سلبية معينة في المجتمع فليس معنى هذا أننا لانرى سلبيات غيرها أشد وأكثر وطأة مثل الرشوة، والتي هي الأخرى تنتشر في الآونة الأخيرة وبأشكال متعددة!،ولكننا معنيون هنا بالواسطة التي يستفيد منها البعض! ويكتوي منها الكثيرون! لذلك من أول حلول تلافيها ، التقنين من أخطأنا نحن قبل أخطأ المسؤولين ،فلا نطلب إلا ما نستحق عبر النظام والقانون، دون زيادة تضر الغير! أو نقص تضرنا شخصياً. وقفة: (وَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الأنعام الآية \"152\" سلطان بن عبدالرحمن الفراج [email protected]