يتذكر المطر ماجرى في الرياضوجدة والقصيم , المطر لاينسى , المطر يتكلم حين تصمت الجهات الرقابية , وحين تصمت الصحافة , ففي ذكرى كارثة جدة ( الامطار القليلة التي كشفت ضياع المليارات الكثيرة ) هاهي امطار الرياض , تذكرنا بإن المطر لازال يختار الامانات الاكثر فساداً ( مالياً وإدارياً ) يبدو أن للمطر ذاكرة قوية , المطر يذكرنا كلما اوشكنا على النسيان , أو ظننا أن مشاكل درء خطر السيول قد انتهت , فالمطر يقرأ تصريحات امناء المدن , عن المشاريع , ثم يكذبها في دقائق معدودة , ليقول للامانات : بأن حبل الكذب قصير جداً , قطرة واحدة صغيرة تهزم مشاريع كبيرة . فحين اعلن في الرياض قبل اسابيع معدودة عن فوز سمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض، كأفضل أمين مدينة عربية، نظير جملة من الإنجازات التي تحققت منذ توليه زمام العمل أميناً لمنطقة الرياض، جاء المطر قبل ايام لبعض دقائق وعلى اجزاء من مدينة الرياض , ليكشف جدارة الامين لتلك الجائزة, لذلك صرح عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض أن هناك رداءة في التعامل مع السيول مشيراً إلى أن مدينة الرياض لم تكن جاهزة لكميات الأمطار الكبيرة ذلك لأن الكثير من الأحياء الموجودة في مدينة الرياض أو مناطق الرياض غير مكتملة بشبكات صرف السيول ولا تتجاوز نسبة 30% وقد كشف أمين عام المجلس البلدي لمدينة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن البابطين في تصريح سابق أن مايتم اعتمادة سنوياً( لمشاريع صرف السيول ) بمعدل مائة مليون ريال في السنة الواحدة. لم تكن الامطار التي جادت بها السماء على الرياض , قبل ايام بالكميات الكبيرة ولم تستغرق وقتاً طويلاً مجرد دقائق , ثم تعرت امانة الرياض , وانكشف التلاعب وسوء التنفيذ لمشاريع تصريف مياة الامطار والتي بلغت عقودها المليارات , ثم مجرد قطرات من ماء السماء تضع الرياض في موقف حرج , ولله جنود من مطر , يأبى الله إلا كشف زيف وكذب تصاريح المسؤلين وادعاءاتهم اليومية بأن لاخوف من الامطار بعد الآن , هكذا بضع قطرات تهزم المليارات . وينكشف زيف التصريحات ويكتب المطر بمداد من الشفافية والصدق والوضوح , أين تذهب المليارات , ويمضى الناس في الشوارع يغرقون وتتعطل حركة المركبات ولازالت المليارات تصرف على مشاريع لاتستطيع تصريف قطرة مطر, اظن ان سياسة عقود الباطن في المشاريع الكبيرة والتي تحتاج إلى تخصص ودقة في التنفيذ , اسلوب عقود الباطن هو اكبر ضرر على المدن والناس , في الواجهة شركة كبيرة و عريقة و ذات خبرة واسعة و من خلف الستار مؤسسات مهترئة و عمال بالأجر اليومي , وبما اننا بيئة صحراوية لا خبرة لنا و لا لشركاتنا بالأمطار و تقديراتها , لماذا لا تتعاقد الامانة مع شركات اجنبية بدول ذات اجواء ممطرة يومياً طوال العام , ًتنفذ مشاريع تصريف الأمطار , بعد ان ثبت فشل جميع الحلول و المشاريع السابقة بسبب خلل في الذمة و الامانة اولاً و الخبرة ثانيا . هل يقوم المطر بالدور الرقابي , المطر نعم الرقيب , ونعم المفتش الذي لايحابي ولايجامل ولايخاف ولايسكت عن هطول الفساد في مشاريع الامانات, , لكشف قصور تنفيذ المشروعات والخطط الاستباقية في معرفة أو التنبؤ والتحسب لأثار السيول والامطار على الناس في المباني والشوارع والاحياء والمزارع والقرى والاودية , ليس النجاح الاداري بأن تصرف على مشروع ما , ولا استلامه ابتدائياً ولانهائياً , لكن العبرة والمحك فائدته وقت اللزوم وقت الحاجة الملحة له , وقت أن يضارّ الناس ..و ليس قدرة القرار الاداري والمالي الناجح أن تخفف عن الناس الضرر , بل النجاح الاوكد أن لايتضرروا اصلاً . كثير من الإدارات الخدمية ( البلديات عموماً ) , غزارة في المشروعات , ورداءة في التنفيذ , وسوء في التوزيع , عشرات المليارات تصرف سنوياً لمعالجة تصريف الامطار والحد من اضرارها , ثم النتيجه مئات المستنقعات, وانجراف الطرق, وانسداد الانفاق , وتعطل مصالح الناس , وفي النهاية اعتماد جديد لمشروع جديد , ومطر جديد يضع النقطة فوق القطرة , ليعرف الناس أن الفساد المالي والإداري حين تصمت عنه الاجهزة الرقابية يفضحه المطر , فتمتلئ القائمة السوداء بالمفسدين , لك الله ياوطن . عبدالعزيز السويد