تتعدد المفاخر والبطولات لشباب هذه البلاد , سيرا على طريق الآباء , واستجابة لنداء الإنسانية , وانعكاسا لمجد الوطن فلم يكن تكريم خادم الحرمين الشريفين لأحد أبناء حائل الكرم إلا غطاء كشف عن كنز من نور , فتوالت الأحداث البطولية المشابهة, وتنوعت المغامرات الإنسانية المشاكلة , وما حادثة ابن الشماسية ( يحيى بن يوسف اليوسف ) في إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني إلا عنوان آخر من عناوين البطولة لشباب هذه البلاد المعطاءة بالتضحيات. . . فقد كاد أن يودي هذا الشاب بحياته في سبيل إنقاذ بعض أفراد أسرة غرقوا في الساحل البحري لمنطقة تبوك , فقام بما يقوم به أمثاله من الإفذاذ الشجعان فأخرج الغرقى من لجة البحر الذي التقم الأبناء أمام أعين والدتهم العاجزة , ووالدهم المقعد ! وكانت إرادة الله أن ينتقل أحدهم إلى رحمة الله وتحيا الفتاة وأخوها حياة جديدة على يد الشاب يحيى اليوسف الذي انتقل للمستشفى معانيا من إعياء شديد كاد يتسبب في غرقه قبل أن يكمل مهمته الإنسانية الإنقاذية . إن هذا المشهد الذي لم يغب عن أهل هذه البلاد رغم تعقد الحياة المعاصرة , وتكريسها لأنانية الفرد وتعازل فئات المجتمع ، إلا أن هذه الحوادث تزيدنا ثقة بتماسك المجتمع بقدر يكفل له الاستقرار والتكامل , ولعل المبادرة الملكية بتكريم أحد الشباب في حادثة حائل كانت ترميزا لقيمة العمل الإنقاذي , لا تقييدا لنوع التكريم , كما قادت المبادرة إلى حراك شعبي فاعل , فعندما تكررت الحوادث تكررت البطولات والتضحيات ، وتنادى النبلاء في هذا البلد مكرمين الأبطال ومحتفين بهم ، الأمر الذي أسهم في إشاعة روح الجماعة وإذابة الأنا في بوتقة ال \"نحن\" . ومن هنا فإن تكريم الشاب يحيى اليوسف الذي سيتم بمشيئة الله على يد معالي الشيخ / صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -حفظه الله – والتكريم الذي تم على يد سعادة محافظ الشماسية الأستاذ / عبد الله الرعوجي بن فهيد , وربما تكريمات أخر لم يتسن لي الإطلاع عليها , كل تلك اللفتات التكريمية تأتي في هذا السياق الوطني الراقي . . الذي يعمق التعاضد , ويشيد بالمتفانين في سبيل تحقيقة . . . إن التكريم الذي يأتي في قوالب اجتماعية أو وطنية أو إقليمية لقمين بالدعم والمباركة , لأنه ينزع إلى إعادة مكانة الأسرة الواحدة الكبيرة التي تفرح لابنها ؛ ليس لأنه ابنها فقط وإنما لأنه قام بعمل جليل وتضحية غالية ؛ ولأنه -كذلك- يعلي من قيمة الذات الجماعية التي تشعر بشعور واحد. فتحية ملؤها الحب لقائد المسيرة على مبادرته التي فتحت السبيل للكرماء من أبناء هذه البلاد ليسيروا على طريقته احتفاء بالأبطال , وتكريما للشجعان وتقديرا لذوي البذل والتضحيات . سعد بن عبدالرحمن النفيسة [email protected]