كنت أهم بالكتابة عن بعض حالات قرأت عنها ضمن قصص عن كارثة الأمطار والسيول التي اجتاحت مدينة جدة في مقال أسميته «أشباه الرجال»، ومنها أولئك الذين كانوا يساومون الغرقى بالمال من أجل إنقاذهم؟! لكنني طالعت على موقع «فيس بوك Facebook» مشروع حملة تبناها بعض المواطنين لتكريم رجل أكرمه الله بالشهادة، فمات غريقاً في سبيل إنقاذ أرواح طاهرة فاجأتها السيول. فسطر هذا البطل الذي يعيش بعيداً عن بلده وأهله أروع ملاحم التضحية. وقام بإنقاذ 14 شخصاً. فقلت في نفسي تالله كم هو الفرق بين هذا وأولئك؟! إنه الشاب الباكستاني فرمان علي خان عمر رحمن الذي أشارك من خلال زاويتي هذه القائمين على هذه الحملة في المطالبة بتكريم هذا البطل الاستثنائي الذي أتى إلى هذه البلاد من أجل لقمة العيش لكنه، وأمام هول الكارثة وكم الضحايا من حوله، لم يُفكر إلا في شيء واحد وهو مد يد العون لانتشال 14 شخصاً من الغرق ليصيبه الإرهاق ويستشهد وهو يحاول إنقاذ مزيد من الضحايا. إن الشهيد فرمان يستحق التكريم من قبل الجهات الشعبية والرسمية، بدءاً بتسمية أحد شوارع جدة باسمه. وانتهاء بمكافأة أهله الذين فقدوا باستشهاده مصدر رزق لهم. وأخاله يستحق كغيره من الشهداء تعويض المليون ريال التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لكل شهيد.. إن مثل هذا التكريم ليس فقط لهذا الشاب الاستثنائي .. بل لإعطاء الفضل لأهله. إننا من خلاله نكرم الشهامة والرجولة .. إننا وإن كرمناه فإننا إنما نكرم أنفسنا في شخصه الكريم. [email protected]