هي تلك المؤامرة التي بدأها قاسم أمين ، وباركها الشيخ محمد عبده ، ونفذها سعد زغلول.. أما ( أداة ) التنفيذ التي نُفذت بواسطتها المؤامرة الداعية إلى عملية جراحية معقدة للفصل بين المرأة المصرية وحجابها ، هي امرأة عشقت التمرد منذ نعومة أظفارها ونشآ - أقصد التمرد والمرأة- متلازمين لا ينفك أحدهما عن الآخر.. لا شك أن المرأة أشهر من نارٍ على علمٍ ، ومن ذا الذي لم يقرأ أو يسمع عن القائدة الأولى لتحرير المرأة من القيود المجتمعية ..(هدى شعراوي ).. هذه المرأة التي انقسم حولها المصريون ، فقسم يرى أنها حررت المرأة من الحياء والخجل المقيت الذي وصل بها حد التستر عن أبيها وإخوتها فضلاًَ عن أعمامها ومن في مقامهم.. القسم الآخر يرى أنها كانت الشرارة الأولى للنار التي أتت على الأخضر واليابس - حسب ظنهم - وجردت المرأة تمامًا من التقاليد والعادات أو هي التي وضعت اللبنة الأولى لما يُسمى ب ( شرطة الآداب ) أو ( بوليس الآداب ) كما يسمونها.. إن من يقرأ ويتتبع بداية تحرر المرأة في مصر لا يملك إلاّ ان يبصم بالأصابع العشرة -ولا يلام أن أضاف إليها راحة الكف - على أننا نعيش الآن الإرهاصات الأولية لدفع المرأة ( الخليجية ) من الباب الذي دُفِعت منه أختها المصرية ..! فإذا كان ( الشيخ محمد عبده ) عندنا بالعشرات و( قاسم أمين ) بالمئات ، فل ( سعد زغلول) ، و( هدى شعراوي ) ضع ما شئت من الأرقام الخيالية.. نحن لا نريد امرأة بحياء وخجل المرأة ( المصرية ) في القرن السابع أو الثامن عشر للميلاد ، ولكننا أيضًا لا نريد امرأة ( شعراوية ) تخرج من بين أظهرنا لتكون حجرَ أساسٍ لقسم ( شرطوي ) جديد..! محمد السوادي -جدة