الحكمه الربانيه واسعة الاعجاز عظيمة الفائده في تكوين الخلق والمخلوقات فالبشر تختلف اجسادهم والوانهم لحكمه كما تختلف مهاراتهم وقدراتهم ليحصل بذلك شبه تزاوج وتكامل بين تلك المكونات ومن العناصر المهمه الظاهره في اعجازه تنوع البشر في مايملكونه من الفضيله فتجدها تارة ظاهرة في مظهره وهذا امر موجود وتارة تجدها في جوهره وهذا امر محمود لكننا عشنا فترة زمنيه ادت بنا الى اختزال الفضيله واقصاء الاخرين وتصنيف البشر ثم تحويل المجتمع الى شرائح في ظاهرة فكرية غريبة على اداب الاسلام والمسلمين فالطهر والنزاهه مقياسها الاول وحسنها في جمال سلوك صاحبها ومحبته للاخرين والتقرب اليهم وتقبل الخطاء وستره ان راءه منهم والاشادة بالنبل فيهم 0 واليوم نحن بصدد جني ثمار ذلك الفكر الاقصائي الاختزالي وحتى نصل الى اجتثاثه فلابد من معرفة اسبابه 0 السبب الاول اعتماد البعض في تطبيقه لمبادئ الفضيلة الربانيه على من لايرون الفضيله الا فيما يملكون هم في تعالي على النصوص الالهيه وتعاليم السنة النبويه وتنصيبه لنفسه حاكما ومقيما لمطبقيها مع تجريم المخالفين واعتبارهم ناقصي الفضيله والفضل 0 السبب الثاني سلطة المجتمع الثقافيه ودورها القوي في تاسيس هذا الفكر القائم على تقبل الاحكام المطلقه من البعض بدون تدبر فيها والتبصر في منطلقاتها واسسها والاستسلام لمنتجها الاقصائي المؤصل لذلك الفكر الذي اوصلنا اليوم الى تفكيك المجتمع وتصنيفه 0 السبب الثالث غياب خطبة الجمعه والخطباء عن التذكير بخطورة الاختزال على المجتمع وابتعاده عن الاداب الاسلاميه والقيم الانسانيه ومخرجاته النبيله السبب الرابع ضعف تفسير النص الشرعي والسنه النبويه ومعرفة اعجازها عند البعض حول سماحة هذا الدين ويسره ووسطيته الى علامات فارقه تطلق على البعض وتنزههم دون سواهم 0 السبب الخامس ضعف المنهج المدرسي من الاشتمال على مايوجه النشئ ويربيهم على السلوك الصحيح في تقيم الاخرين ادى الى انتقال هذا الفكر بسرعه وتاصله في ثقافتهم التعامليه وفق ماسبق