قبضت على القلم كعادتي من أجل نبض الحرف لقراء جريدة الجزيرة.. وصحيفة عاجل وكان هذا المقال هو أصعب مقال، كونه في وداع شهيد الواجب الملازم أول عبد الله سليمان عبد الله الربيعان، زوج شقيقتي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى -إن شاء الله- أثناء مهمة الدفاع عن وطنه في المنطقة الجنوبية.. يوم الأربعاء 5-2-1431ه.. وجاء الخبر فاجعة لنا جميعاً عندما تلقيت الخبر.. وقد أُوكلت مهام إبلاغ شقيقتي.. وهو يُمثِّل أصعب الامتحانات.. وعزائي الوحيد.. ومعرفتي بالمرحوم -إن شاء الله- بخُلقه وهدفه خدمة دينه ووطنه ومليكه.. (هذا الذي ثبت بي القدرة والاستطاعة من رب العالمين أن أتولى المهمة بشجاعة).. كون المرحوم هدفه الشهادة.. وقد استشهد ولله الحمد من أجل الدين ثم الوطن والمليك.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. وبفقده تذكرت أن الموت حق لا بد منه {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}.. فالموت نهر مورود وباب مدخول.. فقد تمالكت نفسي أمام شقيقتي وابنتها الصغيرة التي تسأل عن والدها أثناء المهمة الوطنية. بعد ذلك انهارت الدمعات واشتدت العبرات واضطربت الأنفاس وارتجفت الأطراف على فقدانه.. ويُعتبر أمراً عظيماً يُمزق القلب ويقطع الأحشاء.. وعزائي الوحيد شهادته في سبيل الله.. وعلينا الاحتساب والأجر من عند الله.. وكما يعلم الجميع أن المصائب كنوز الرغائب.. والإيمان بقضاء الله وقدره له دور كبير في طمأنينة النفس والقلب عند المصائب.. داعين الله العلي القدير له المغفرة والرحمة ولجميع شهداء الواجب. أسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لنا ولهم ولجميع المسلمين - أحياءً وأمواتاً - وأن يُورث ذريتهم من بعده الصلاح والاستقامة.. وأن يأخذ بأيديهم إلى ما فيه الخير.. ويلهمهم الصبر والسلوان.. إنه سميع مجيب.. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).