الحمد لله رب العالمين مصرف الأعوام ومدبر الأكوان وصلاة وسلاماً على من قال -بأبي هو وأمي- لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ... عام أعلن رحيله بآماله وآلامه وفرحه وسروره ، جروح تنزف في بعض أقطارنا العربية والإسلامية وأقصى يتألم من تسلط يهود وفرقة شعبه وغياب أمته ، ثقافة عنف لا تجلس لحوار ولا ترضى بوسطية رأي ولا مشورة مشفق ، أنفس همها المال ، مسؤولون لم يرعوا أمانة التكليف والثقة ، برامج حوارية في فضائيات مشهورة همها نشر ثقافة العنف وتأكيد لغة الغوغائية والفوضى وتأليب الشعوب ضد حكامها باسم المنبر والحوار، أحاديث بدأت تنتشر بين أوساط الكثير من فئات المجتمع في اتهام النيات والمقاصد بعيداً عن الهدي النبوي في التماس الأعذار إلى سبعين عذر!، تعجل في تلقي الإشاعات ونشرها دونما أي تروٍ أو تثبت وما آفة الأخبار إلا رواتها . ولاءات وانتماءات بعيدة عن ولاء الدين و الوطن وولاته والمحافظة على مقدراته ، تطاول غير مبرر بلا أدب ولا احترام لعلماء وشخصيات وحكام ونسيان لغيبة أو نميمة ، ضعف في عباداتنا وأعمالنا القلبية ابعدتنا عن الكثير من التزامنا الديني الحق ، تساهل وانسياق وراء كثير من الرخص ، فتاوىً في كل مكان وتوقيع عن المولى دون تقدير و مسؤولية ، الشكر والثناء اصبح عملة نادرة لدى البعض . ومع كل ماذكرت فهناك الكثير من الخير والخيرين والمبادرة من رجال همهم رعاية وبناء هذا المجتمع وتقوية حصونه ورعاية أفراده هم سائرون مهما توقف غيرهم ومهما سمعوا من التخذيل والإرجاف والنظرة التشاؤمية . واليوم نستقبل عاماً جديداً ، قدر الله أن تكون بدايته يوم الجمعة عيد الأسبوع وأحب الأيام إلى ربنا تبارك وتعالى بداية مشرقة ومتفائلة كأنها تقول إن عامكم القادم عام التفاؤل والأمل والوحدة ولم الشمل وعز للإسلام والمسلمين . ياترى ماذا أعددنا له من الأمل والتفاؤل والتغيير في شؤون حياتنا كلها ، جميل أن نكون إلى ربنا أقرب وإلى عبادته أحفظ ، يعيش الكثير منا فراغاً روحياً وقلقاً داخليا ، كم نحن بحاجة إلى عبادات روحية قلبية وألسنن لا تتوقف عن ذكر من تحبه وتهواه إنه المولى تبارك وتعالى ، من يحب لابد أن يكون لحبيبه أقرب وأن يبرهن عن ذالكم الحب الصادق بالتزام شرع ربه والسير على نهج نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن ، نحن بحاجة إلى إعلان مبدأ العفو والتسامح وصفاء القلوب ونقائها ، أنفسنا وأسرنا ووطننا وأمتنا بحاجة إلى كل جهد واهتمام ومشاركة فاعلة . لنترك الناس في غفلاتهم يرزق بعضهم بعضاً ، لنجعل من حسن الظن بالآخرين والتماس الأعذار هو منهج نسير عليه في حياتنا ، حتى نريح أنفسنا من عناء قيل وقال وكثرة سؤال وتحمل أوزار ، ليكن همنا المبادرة إلى كل عمل يسهم في رقي بلادنا وأمتنا ، لنرعى ما كلفنا به من عمل ومسؤولية جاعلين نصب أعيننا رقابة ذاتية وتقديراً لمن وضع فينا الثقة والمسؤولية . الحياة فكرة وكلمة تبدأ بخطوة فلتكن خطواتنا واثقة ومتسارعة نحو البناء والإصلاح ودفع المسيرة نحو أفق أرحب ونظرة متفائلة واستشعار للمسؤولية . مبارك علينا وعليكم عام جديد حافل بكل أمل وتفاؤل واستشراف لمستقبل مشرق واعد بإذن الله تعالى ، دمتم بخير أيه الأحبة وأسأل المولى تبارك وتعالى أن يجعل هذا العام عام خير وبركة وعز ونصر و توفيق تكتنفه الرحمة والوسطية والأمن والاستقرار واللحمة الوطنية .. اللهم آمين ... بقلم / أحمد بن سليمان السعيد مشرف تربوي بتعليم القصيم بنين عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال