نقرأ في صحفنا الالكترونية مقالاتٍ وأخباراً سريعة وفي نهايتها مساحة حرة يكتب فيها القارئ تعليقه كما يحلو له ، متفنناً في الرد ، ملتفتاً يمنة ويسرة لئلا يراه أحد ، مختبئاً خلف لوحة مفاتيحه ، أو باسمه الصريح ، لايخشى ولايخاف من أحد غير ربه . يكتب كما يملي عليه هواه ناقداً نافعاً لغيره ، أو مستهتراً سواء بالكاتب أو بمن تحدث عنه مادحاً أو عكس ذلك ، بل ربما يخرج التعليق عن صلب الموضوع ليصطاد في الماء العكر ، والأغلب في صحفنا كسبا للقراء نشر التعليقات كما يهوى القارئ . ينسي البعض أن رداً واحداً سيعكس رأي شريحة من الناس ، وربما أيّد البقية أو فتحت الأعين على شيء أو وقعت في خطأ غير مقصود ، أو تجتهد عن حسن نية وتخطئ ويُستغل ردك في تمرير أفكار خاطئة ، وربما شجعت من لايحمل فكراً ولا علماً - وعاءً فارغاً – بالتأييد المؤقت الذي تستطيع تغييره برد واحد ، ومن الطبيعي أن الرد الذي لايعجبك قد يعجب أناس آخرون بحكم اختلاف الأذواق فلولا اختلاف الاذواق لبارت السلع ، لكن من الأفضل أن يحمل الرد فكراً نافعاً ، وجميل أن يعرف الكاتب عواقب الرد فيضع نصب عينيه خوفه من ربه ويتذكر أن كل حرف سيكتبه مكتوب عليه : ومامن كاتب إلا سيفنى --------- ويبقي الدهر ماكتبت يداه أقرأ التعليقات ، ومما يجبر البعض على قراءة موضوع أو خبر وأحيانا مقالة هو كثرة التعليقات والردود فهي تعطي للموضوع خصوصية واهتماماً ، وسماع الرأي الآخر مطلب ، وليس بالضرورة موافقته ، والواجب أن نتفق على أبجديات الردود والتعليقات ، واضعين نصب أعيننا مخافة الله فيما نكتب ونعلق . خالد العفيصان