إن المتتبع لمجريات الأحداث بين الجيش اليمني والحوثيين يتضح له جليا أهداف واستراتيجية إيران التوسعية في منطقة الخليج وما تهدف إليه من زعزعة أمن دول الخليج والعالم العربي ولا شك أن التسلل الحوثي إلى أراضي المملكة يعد ترجمه ميدانية لحملات التحريض التي تقودها إيران ضد المملكة باستخدام الحوثيين كأداة لتنفيذ إستراتيجيتها مستغلة البعد الطائفي لخدمة أجندتها الفارسية فما تجرأ الحوثيون وتسللوا داخل أراضي المملكة إلا وفق عمليات منظمة معروفة الأبعاد رغم أنه من أساليب حرب العصابات لكن من الصعب التقليل من شأنه لأنه في غاية التعقيد فهذا العمل الإجرامي لم يكن عفوياً بل جاء وفق تخطيط دقيق والحوثيون الذين يتلقون الدعم والتوجيه من خارج اليمن وخصوصا إيران عن طريق الأراضي الأريتيرية حسب ما ذكره أحد قادة المعارضة بشير عشق المسئول في التحالف الديموقراطي الأريتيري بوكالة فرانس برس . وإذا كانت الحرب الحوثيه اليمنية هي السادسة التي تقوم على أرض اليمن بين الطرفين فمن أين لهم هذا الدعم خلال هذه السنوات ؟ وقد أكد السفير اليمني لدى الكويت الدكتور خالد الشيخ عن وجود معلومات تفيد تلقي الحوثيين معونات ودعم من أفراد وتجمعات كويتية يتعاطفون معهم لاعتبارات ذات طابع مذهبي أو سياسي . ولم يكن بوسع بدر الدين الحوثي وجماعته الانخراط في حرب ضد الجيش اليمني كل هذا الوقت لولا الدعم الخارجي وخاصة من إيران . والمملكة العربية السعودية وهي تدرك هذه الأبعاد التزمت الحياد لأن من يعرف سياسة المملكة يدرك أنها الحكيم ولكنها لا ترضى أبدا أن تتخذ إيران الحوثيين أداة لتنفيذ مخططاتها فإيران كانت لها مواقف في مواسم سابقه بانتهاك شعيرة الحج وتفريغها من مقاصدها الدينية واستغلالها لأهداف ومصالح سياسية وكان رجال امننا البواسل لهم بالمرصاد ولا ترضى أن تحول اليمن إلى تورا بورا يمنية وهذا في ضني أمر يجب أن لا يغيب عن بالنا فالحالتين في اليمن وأفغانستان متشابهه من حيث التضاريس وتجارة الأفيون والقات والجبال والكهوف والجهل والتخلف فأمريكا يهمها خلق لوبيات تواليها وأخرى تعاديها لتشتعل بينهما الصراعات وبالتالي صناعة دويلات عرقية ومذهبية ومناطقية ضمن استراتيجيه الشرق الأوسط الجديد وهو ما تسعى له إيران وتباركه أمريكا خاصة أن الوضع اليمني مهيأ لأملشه تسييس لخدمه مصالح دولية وهذا بلا شك سيكون كارثة ليست على اليمن وحدها بل على دول المنطقة . واليوم وحدودنا الجنوبية تشهد عدوانا قامت به تلك العصابات فسوف تضل هذه الحدود في حاله توتر حتى يتم تأمين الحدود بشكل كامل لذا لابد من اليقظة والتعامل مع الوقائع بحزم وشعور صادق بالمسئولية فكلنا رجال أمن فعلينا جميعاً أن نتعامل مع هذه الأحداث بكل حزم وأمانه وإخلاص للوطن وقيادته هذا أولا . ثانياً : في خضم هذه المعارك التي يخوضها جنودنا البواسل دفاعاً عن أمننا ومقدساتنا أن نقدم لهم التحية والإكبار . ثالثاً : يجب تنشيط كل القنوات الدبلوماسية والإعلامية وأن نتحرك بكافه الاتجاهات لفضح تلك المخططات الإيرانية وغيرها . رابعا : على وسائل إعلامنا المختلفة أن تتعامل مع الحدث بشكل أكبر وأن يكون لها دور ريادي في كشف التزييف والمزاعم الإيرانية وغيرها ومخططاتها الاستراتيجيه بكل شفافية. خامسا : يتعين على أصحاب الرأي من علماء ومفكرين وباحثين وغيرهم أن يتحدوا اليوم بعيد عن المهاترات والملاسنات في قضايا لا طائل منها ويقفوا صفا واحدا للدفاع عن أمن الوطن ومكتسباته وتسخير أقلامهم لنصرة الحق ودعم جهود الدولة في صد العدوان الذي أعلن عداوته ضد عقيدتنا ومقدساتنا وعلمائنا . سادسا : إن الانتماء والولاء لهذه البلاد لا يقف عند حد الشجب أو الإنكار بل يجب أن نكون على مستوى المسئولية وأن نكون دروع بشرية ضد كل من يتسلل إلى بلادنا أو يسيء إليه . سابعا : ينبغي لدول مجلس التعاون أن تعقد اجتماعا عاجلا لدراسة المخطط الإيراني وغيرة وأن تكون صفا واحدا لمحاربة تلك المخططات التي تهدف النيل من بلادنا . ثامناً : على الدول العربية أجمع أن يعوا المخططات التي تهدف إلى تقسيم عالمنا العربي فما حصل في العراق ولبنان والصومال يجب أن لا يتكرر في اليمن . تاسعا : يجب مقاطعه إيران اقتصاديا وسياسيا وتجاريا فإيران اليوم هي إسرائيل منطقه الخليج . عاشراً : على القيادة اليمنية أن تعي جيداً أبعاد وتداعيات ما يجري في أراضيها فإن ذلك يدعوها إلى نهج إستراتيجية غير التي تسير عليها الآن لكي تقوي من وحدتها ومن نسيجها الاجتماعي كي لا تكون كالصومال . وأخيرا علينا أن ندرك جلياً أن الثوابت في المملكة العربية السعودية تضع على رأس أولوياتها الحفاظ على أمن هذا الوطن وعلى كل شبر من ترابه الغالي فقد أثبتت حوادث التاريخ أن هذا الوطن لا يمكن أن يتنازل عن ثوابته ومن هنا نقول أن بلدنا ولله الحمد بخير وهو بلد الأمن والأمان وأن الثقة بين القيادة والمواطن قوية ومتينة وراسخة والتي لمسناها من أبناء الوطن من خلال ردود الأفعال التي عكست الوطنية بمعانيها السامية من خلال الالتفاف حول قيادتنا والوقوف جميعا لمحاربه أي عدوان على العقيدة الصافية للملكة العربية السعودية . د. إبراهيم بن حمود المشيقح أستاذ جامعة القصيم رئيس مجلس أمناء كليات القصيم الأهلية [email protected]