لعل هذا الأسم هو أنسب ل (وزارة التربية والتعليم) التي ماتفتأ تُرسل التعاميم تباعاً في كل صباح حتى في أوقات العطل الرسمية ! الغريب أن أغلب هذه التعاميم موجهةً للمعلم وتحمل في طيّاتها الكثير من عبارات التهديد والوعيد ! آخرها .. ماطالعتنا به صحيفتنا الغراء ( عاجل ) بخصوص : إيقاف الإجازات الإظطرارية الأسبوع القادم وتكليف مدير المدرسة بتوجيه المعلمين بعدم الغياب أو الخروج من المدرسة بل وتكليفه بالتجسس عليهم أثناء آداءهم الحصص الدراسية ! لم يبقى سوى تثبيت كاميرات مراقبة في الفصول لمعرفة ما إذا كان المعلم يقوم بعمله أم لا !! ماهذا ياوزراتنا ؟؟ ألم تكتفي الوزراة بأن بخست المعلمين حقهم في درجاتهم المستحقة وصرفت النظر عن ذلك بقرارٍ من ديوان المظالم الذي لم ينصف كفاح المعلمين وصبرهم على اقتصاص الوزارة من مرتباتهم طيلة أكثر 15 عاما ؟ هكذا يكافأ المعلم الذي صبر وتحمّل أعباء التعليم وأعباء العلاج لعدم وجود تأمين صحي خاص بالمعلمين ؟ وصبر وكافح مع ابناءكم جاهداً أن يخرّج من أصلابكم من يرفع راية هذا الوطن ؟؟ أصرت الوزارة على عدم تأجيل الدراسة وصرفت النظر عن ذلك رغم الخطر الداهم الذي يهدّد صحة المعلم وأبناءه من تفشي وباء إنفلونزا الخنازير ورغم الفتاوى بعدم جواز بدء الدراسة هذا الوقت لما تقتضية المصلحة العامة ومع ذلك لم تكلف الوزراة نفسها أن تصرف للمعلم ( بدل ) خطر هذا المرض ! رغم ثبوت وفاة أكثر من معلم جراء هذا المرض !! هكذا يكفأ المعلم ؟؟ وبهذه التعاميم والتصاريح الإرتجالية والغير مدروسة والتي تناقض بعضها بعضاً في أحيان كثيرة !! غياب الثقة بين الوزراة ومعلميها لن يخرّج سوى جيل فاشل ولعلنا رأينا ثماره بأم أعيننا ! والخاسر الأول هم أبناءكم ياوزارتنا الموقرة ! أليس فيكم ومن بيننا رجل رشيد يعيد بناء أواصر هذه الثقة المنعدمة بين الوزارة ومعلميها ! في كل وزارة نجد من ينافح عن موظفيها ويحاول جاهداً أن يترك بعده أثراً حسناً يُذكر فيه بالخير إلا في (وزراة التربية والتعليم) فالسباق محموم لكن فيمن يسلب المعلم أكثر ومن أبسط حقوقه ! سيأتي يوما ما.. و\"قد أوشك\" .. أن يخجل المعلم من ذكر وظيفته على الملأ ! فقد سُلبت كرامته وسحقت مهابته بدم بارد وعلى أيدي من وقعوا قرار تعيينه !! العلاقة المتوترة بين الوزراة ومعلميها تذكرني دائماً بعلاقة الزوجين التي لم يكتب لها النجاح ولايقدران على الطلاق ويُصرّان على المواصلة فقد تورطا بأبناء يفوق عددهم مليونان ونصف ! لذلك حاولا جاهدَيْن أن يدخلا أطرافاً خارجية وحكم من أهله وحكم من أهلها لكن الوزارة لم تُردْ إصلاحاً فلم يوفق الله بينهما !!!! يسؤني جداً أن صار المعلم ( أضحوكة ) المجالس ونكتة يتداولها الناس والسبب وزارته الموقرة التي لا تألوا جهداً في التقليل من شأءه وسلبه مهابته التي كسبها لشرف مهنته وقدسية عمله الشريف ! قد قيل : قُم للمعلم وفّه التبجيلا .... كاد المعلم أن يكون رسولا ولسان حال وزارتنا يقول : قُم للمعلم وفّه التهديدا .. كاد المعلم أن يكون كسولا !! محمد بن علي المشيطي [email protected]