!! مجتمع دستوره القرآن الكريم منطلق الشريعة الإسلامية الغراء التي تستمد كل معطياتها من كتاب الله وسنة رسوله صلى عليه وسلم ولا مجال في هذا المجتمع للقوانين الوضعية أو المدنية التي تخالف منهج الشريعة الإسلامية التي شرعها الله ورسوله للبشرية جمعاء عمل بها من عمل وظل عنها من ظل قال رسول الله صلى عليه وسلم ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك كتاب الله وسنتي ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. .. مجتمع تأسس على هذه القاعدة وقامت قائمته على ذلك وحباه الله – سبحانه وتعالى – بالمقدسات والشعائر العظيمة التي هي الوجهة الوحيدة والمهوى لأفئدة أكثر من مليار مسلم في هذا العالم المترامي الأطراف. مجتمع يقوم على كل ذلك إضافة إلى قيم وعادات وأعراف تُستمّد من هذه القاعدة وخصوصية مجتمعية متفردة هل يتلائم منهجه الرباني العظيم مع ما ينادي به ( الليبراليون ) من تحرر ويحاولون بكل ذرة في كيانهم أن يفرضوه على هذا المجتمع المسلم ؟ إن بنو ( ليبرال ) كما يعُن للبعض أن يسميهم لم يستطيعوا أن يجاهروا بمحاربة ( الدين ) صراحة حتى لاتنكشف مخططاتهم ولكنهم حوروا مسمى ( الدين ) بالخصوصية فوجدوا أن مهاجمتهم لخصوصية المجتمع السعودي بقصد مهاجمة الدين هو أخف وطاءه رغم أن هدفهم واحد . ولاريب أنه لايغيب عن ذهن فطين كنه مقاصد هؤلاء فهم يحاولون شرعنة بعض المحظورات من خلال المقارنه المجحفة ، فالاختلاط المباشر بين الجنسين الذين لايقره الدين وتأباه كل أعراف وعادات وتقاليد المجتمع يحاولون إضفاء البرءاة على ذلك من خلال المقارنة بالاختلاط في ( المسجد الحرام ) رغم أن هذا الاختلاط المُنظم المحفوف بغاية العبادة والتقرب إلى الله يخلو من الأهواء والمطامع الشهوانية في هذه البقعة المُطهرة التي لاتُخالج النفوس فيها نوازع الشيطان ومغريات الاختلاء وليس كالاختلاط الذي يحاولون شرعنته بأماكن قد تخلو فيها نوازع مراقبة النفس لربها . أما اختلاط الأسواق فهو من الأمور الشائعة التي لايمكن أيضاً أن نجعله شماعة للمقارنة بغيرة من الاختلاط كون مثل هذا الاختلاط له ضوابطه من خلال المكان ومرافقة أغلب المحارم لنسائهم وبالأخير فإن الأسواق عموماً تحظى بمتابعة أفراد ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). الحجاب أيضاً تتم محاربتة من قبل هؤلاء وأنه يتم فرضه على المرأة من قبل ولي أمرها وليس بتوجيه رباني . لم يبق شئ يتعلق بالدين إلا وتطرق إليه ( اليبراليون ) وكأنهم عندما يحاربون الدين بقناع الخصوصية يرفعون الحصانة بذلك عن المحظورات التي يرتكبونها. والأشد غرابة في هؤلاء أنهم يدّعون بحرية (الرأي والرأي الآخر) والحياد وهم أبعد ما يكونون عنه فواقعهم يشهد بذلك فهم عندما يتحدثون في وسائلهم الإعلامية يصادرون كل الآراء التي لاتتلائم مع توجهاتهم. يهاجمون الثوابت بلا أدله ويصادرون الحقائق بما فيها من أدله . إنه بلا شك هوى النفس ( الأمارة بالسوء ). محمد بن سند الفهيدي [email protected]